الضجيج
بقلم/ د.سلوى بنموسى
المغرب
حين يتعالى الضجيج ؛ وكل الحواس في ثورة هائجة ؛ تخوض معارك قاتلة ؟!
يئن القلب ويضخ دماء ساخنة ..
والروح تنكمش وتتألم ؛ ناظرة للأفق البعيد تتحسر !؟
والعقل يهذي ويستسلم .. والأيدي تبطش ..
والأرجل تحوم وتتعثر ..
والأذن تحمر وتوجع ..
والمقل غارقة في أنهارها تستجدي الرحمة والسماح ..
والفم أخرس ؛ سأم الكلام والمجاراة ..
والأنف استنكر الروائح والفتيل ..
فليصرخوا كلهم إذا معلنين العصيان المدني
ولكن ما أروع الأقدار ومبدل الأحوال من حال لحال !؟
السكوت الذي يسبق العاصفة أم تراه العكس صحيح !!
مرة مرة نطلق العنان عزيزي القارئ لأنفسنا
لتعبر عن معاناتها ..لا ضرر في ذلك لكي تتنفس الصعداء ..
وتشعر بهويتها وشخصيتنا وكرامتها وإنسانيتها ..
لزما الضجيج نجده في حياتنا في كل الأماكن تقريبا ؟!
من المنزل للشارع للمدرسة للعمل للسوق للحمام للسينما للمسرح ..
فكيف نبتعد عن الضجيج
يا ترى ؟ وهو منا وإلينا ..
إنه يعبر عن كياننا وعن المحيطين بنا ..
سواء أحببناه أم أعربنا عنه
إنه حاضر وبقوة !!
إنه حافز قوي للتقدم ..
وإذا جاء السكون عقبه الجمود
وصرنا كتلة لا حياة فيها ولا ركاب ؟!
الضجيج نعمة اذا !!
إنه يعبر عن قبولنا لأنفسنا وللآخر وللمجتمع ككل ..
الضجيج يخترق مسامعنا بقوة
وما علينا سوى التعايش معه وفهم صوتنا الداخلي !!
وإعادة النصاب لذاتنا ولأعمالنا ..
الضجيج مرتبط بحياتنا العملية ..فقد ألفناه كاعتيادنا للمأكل والمشرب ..
نتمنى الخلاص ان شاء رب العالمين ؛ من كل ضجيجنا المؤلم حتى يتسنى لنا العيش برقي ونعيم وسلام داخلي وخارجي
والله المستعان !!
