Uncategorized

الفراعنة أصل صناعة كحك العيد فى مناسباتهم واعيادهم المختلفة

الفراعنة أصل صناعة كحك العيد فى مناسباتهم واعيادهم المختلفة

 

متابعات : ريم جابر

عشق المصريون الحياة وقدسوها بشكل كبير. ولم ينافسهم فى ذلك شعب من شعوب العالم القديم. واحتفلوا بالأعياد. وخصصوا لكل المناسبات عيدا خاصا يفرحون ويشكرون الله علي نعمه وعطاياة ٠ ونظرا لكثرة الأعياد التى شاهدها المؤرخ اليوناني هيرودوت، قال عنهم أبو التاريخ إن المصريين القدماء اخترعوا الأعياد. واهتموا بالاحتفالات والأعياد اهتماما كبيرا ، وكانوا من أوائل شعوب العالم احتفالا بها

 

وكانت الأعياد كثيرة جدا فى مصر الفرعونية. وكانت هناك أعياد دينية ترتبط بعالم السماء والاله ، وكانت هناك أعياد أخرى دنيوية وكانت تضم الأعياد الوطنية والمحلية والموسمية والسياسية وغيرها.

 

واستخدم المصرى القديم كلمة «حب» ( تنطق بكسر حرف ح ) وتعنى «عيد»، وانتشرت التهنئه بالاعياد في العبارة المصرية الجميلة «حب نفر» وتعنى «عيدا سعيدا».

 

كانت الأعياد تُسجل عادة داخل المعابد المصرية فى صالات الاحتفالات، أو تكتب على ورق البردى. وكانت توضع فى مكتبة المعبد التي تسمي في اللغة المصرية القديمة «بر عنخ» مثل قوائم الأعياد المسجلة فى المعابد الملكية من عصر الدولة الحديثة.

 

وفى عصر الدولة القديمة، كان الاحتفال بالعيد يتخذ مظهرا دينيا بحتا؛ فكانت مظاهر الاحتفال تبدأ بذبح الذبائح وتقديمها كقرابين للإله وتوزيعها على الفقراء. وكان البعض منها يتم تقديمه إلى كهنة معبد الإله لتوزيعها أيضا ويكون الكل سعيد وفرحان وشبعان

وكان سعف النخيل من النباتات المميزة للأعياد، خاصة رأس السنة حيث كان سعف النخيل الأخضر يرمز إلى بداية العام لكونه يعبر عن الحياة المتجددة؛ لأنه كان يخرج من قلب الشجرة؛ فكانوا يتبركون به ويصنعون ضفائر الزينة ويعلقونها على أبواب المنازل ويوزعون ثماره الجافة كصدقة على أرواح موتاهم. وكانوا يصنعون منه أنواعا مختلفة من التمائم والمعلقات التى كان يحملها الناس فى العيد على صدورهم وحول أعناقهم، كرمز لتجديد الحياة ولحفظهم من العين الشريرة.

 

ومن أقدم العادات والتقاليد التى ظهرت مع الاحتفال بالأعياد، خاصة عيد رأس السنة، صناعة الكحك والفطائر. وانتقلت بدورها من عيد رأس السنة لتكون سمة من سمات الأعياد التى كان لكل منها نوع خاص به. ومع بداية ظهورها فى الأعياد، كانت الفطائر تُزين بالنقوش والتعاويذ الدينية. وقد اتخذ عيد رأس السنة فى عصر الدولة الحديثة طابعا دنيويا. وخرج من بين الأعياد الدينية العديدة ليتحول إلى عيد شعبى له أفراحه وبهجته الخاصة. وكانت طريقة احتفال المصريين به تبدأ بعمل الكحك فى الأعياد. ويعد الكعك فى الأعياد من العادات المصرية الأصيلة ومن ميراث الأجداد؛ فارتبطت الأعياد فى مصر بعمل الفطائر والكحك، بل وتعتبر من أهم السمات إلى الآن. وترجع هذه العادة المصرية إلى العصور الفرعونية. وسُميت بالقرص؛ لأنها كانت مرتبطة فى العقيدة بقرص الشمس الذى كان من مظاهر الكون المقدسة؛ ولذا أخذ الكحك الشكل المستدير الكامل. وكان يتم تزيين الكحك بخطوط مستقيمة مثل أشعة الشمس الذهبية. ومن هنا جاءت فلسفة تمثيل الكحك فى شكل القرص المستدير.

 

وكان يتم صناعة الكحك وتقديمه إلى المعابد ولكل من فيها من الكهنة والعمال وحتي فقراء الشعب الساكنين حول المعبد كما رأينا ذلك في الآثار المتبقية من السكان المقيمين حول معبد الكرنك بالاقصر

 

وهدايا العيد من الكحك أو اللحوم كانت تقدم لمعابد العبادة مثل معابد الأقصر والكرنك لامون سيد الامبرطورية المصرية في الدولة الحديثة ، وتشترك عادة تقديم هدايا العيد من الكحك والحلويات والمخبوزات الحلوة واللحوم للمعابد الجنائزية التي تبني لاجل تقديم الصلوات وتقديم القرابين لروح الملك المتوفي مثل معبد الدير البحري غرب الأقصر المقام للملكة حتشبسوت

ومازالت هذه العادة الشعبية المصرية موجودة عند الاقباط والمسلمين والمعروفة شعبيا باسم يوم الطلعة ويكون اما

في يوم العيد ذاته أو ثاني أيام العيد

 

حيث يخرج أهل الميت الي المقابر ومعهم الاكل من الكحك والحلويات والمخبوزات الحلوة ويضعوها فوق قبور موتاهم ترحما عليهم ويدعون للمنتقلين بالرحمة والمغفرة ويتصدقون بالكحك وحلويات ومخبوزات العيد للفقراء طالبين للاحباء الراحلين أجمل الدعاء

 

وهناك مناظر فى مقبرة الوزير رخمي رع ، فى الأقصر من عصر الأسرة الثامنة عشرة وغيرها من مقابر، تصور مناظر صناعة الكعك. وكان يتم إحضار عسل النحل الصافى، ويُضاف إليه السمن، ويُوضعان على النار، ثم يُضاف إليهما الدقيق، وتُقلب هذه المواد على النار حتى تتحول إلى عجينة يمكن تشكيلها بأى شكل، ثم بعد ذلك يتم الحشو بالعجوة. وبعد الانتهاء يتم التزيين ببعض الفواكه.

وهناك مناظر سجلت بعض القرابين التى كانت تحتوى على الخبز والقرص والكعك. وهناك مناظر عديدة تصور الاحتفال بالكعك. وكان يتم تشكيل الكعك على هيئة أشكال هندسية أو حيوانات أو زهور. وكانوا يحشونه بالتمر المجفف «العجوة»، ثم يرص على ألواح من الأردواز، ويُخبز.

 

ولم يقتصر الأمر فى صناعة كحك قدماء المصريين فى الأعياد فقط، بل كان هناك نوع مخصص كقرابين يتم تقديمها للموتى عند زيارة الأقارب للمقابر، وكان يُشكل على هيئة تميمة «عقدة إيزيس« لأن ايزيس تمثل عند المصريين القدماء الام المقدسة الوفية الراعية لاسرتها الحافظة لسلامتهم ورعايتهم ، باستمرار عينها عليهم في كل المناسبات والأوقات ، لا تغفل عنهم ابدا ٠ كان يتم توزيع القرص والكحك على روح المتوفى.

 

لقد ظهر الكحك منذ أكثر من 5 آلاف عام. وتفنن الخبازون فى تصنيعه بأشكال متنوعة مثل المخروطى واللولبى والمستطيل والمستدير. وكان يتم نقش الكحك بما يقرب من 100 نقشة بأشكال مختلفة. وشهدت صناعته تطورا كبيرا على مر العصور. لقد كانت صناعة كعك فى الأعياد والمناسبات عادة قديمة أبدعها المصريون القدماء، وسُموه بـ«القرص». وارتبطت هذه العادة بالاحتفالات والأفراح عند الفراعنة. وامتدت هذه الصناعة من عصر الأسرات الفرعونية عبر مصر القبطية والإسلامية وصولا إلى مصر المعاصرة فى القرن الحادى والعشرين.

 

ومن مصر انتشرت صناعة الكحك أو الكيك في العالم كله وأصبح الكيك المصري سفير المناسبات السعيدة في العالم كله شرقا وغربا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى