محافظات

المؤسسات الدينية .. تدين مجزرة الاحتلال وتثمّن موقف مصر لوقف الحرب

المؤسسات الدينية .. تدين مجزرة الاحتلال وتثمّن موقف مصر لوقف الحرب

حماده مبارك

أدانت المؤسسات الدينية المصرية الإسلامية والمسيحية جريمة الحرب التى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلى بحق المدنيين الفلسطينيين العزل الذين كانوا يحتمون داخل مستشفى المعمدانى فى قطاع غزة، ما تسبّب فى سقوط مئات الشهداء والمصابين.

ووجّه الأزهر الشريف رسالة عاجلة إلى الأمة العربية والإسلامية بعد قصف مستشفى المعمدانى فى غزة، قائلاً فى بيان: «على الأمة العربية والإسلامية أن تُعيد النظر جذرياً فى الاعتماد على الغرب الأوروبى الأمريكى المتغطرس»، مضيفاً: «على الفلسطينيين أن يثقوا فى أن الغرب بكل ما يملك من طاقات عسكرية وآلات تدميرية ضعيف وخائف حين يلقاكم أو تلقونه، فهو يقاتل على أرض غير أرضه ويدافع عن عقائد وأيديولوجيات بآلية عفا عليها الزمن، وأصبحت من المضحكات المبكيات، وعليكم أن تواجهوه معتصمين بالله ورسوله.. وبصمودكم فى وجه هجماته الوحشية البربريَّة».

وتابع: «ما مقدار الغرب فى ميزان الصومال وأفغانستان منكم ببعيد، وعلى الأمة الإسلامية أن تستثمر ما حباها الله به من قوة وأموال وثروات وما تملكه من عُدةٍ وعتادٍ، وأن تقف به خلف فلسطين وشعبها المظلوم الذى يواجه عدوّاً فقد الضَّمير والشعور والإحساس، وأدار ظهره للإنسانيَّة والأخلاق وكل تعاليم الرسل والأنبياء».

وقال الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، فى كلمة بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الإفتاء نيابة عن شيخ الأزهر، إن الدِّفاع عن الأرضِ والعرضِ حقٌّ وأمانة، والاستشهاد فى سبيلِ الله حقٌّ وأمانةٌ، وإقامةُ كِيانٍ على زورٍ من التَّاريخِ باطلٌ وخيانةٌ، وقصف المدنيِّين الآمنين باطلٌ وخيانةٌ، وسكوت المؤسَّساتِ المعنيَّةِ باطلٌ وخيانةٌ».

ناقلاً صادقَ دعواتِ الأزهرِ إلى الشَّعبِ الفلسطينى الصَّامدِ الَّذى يتمسَّكُ بأرضِه، ويقفُ بكلِّ بسالةٍ وبطولةٍ فى وجهِ الآلةِ الصُّهيونيَّةِ المتغطرسةِ، وتأكيدَ شيخ الأزهر أنَّ استهدافَ المدنيِّين وقصفَ المؤسَّساتِ جريمةُ حربٍ مكتملةُ الأركانِ، ووصمةُ عارٍ يسجِّلها التَّاريخُ بأحرفٍ من خزى على جبين الصَّهاينةِ.

من جانبها، أدانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، العنف الإسرائيلى غير المبرّر ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، والذى بلغ ذروة قاسية بقصف المستشفى المعمدانى فى غزة، مما أسفر عن سفك دماء مئات الأبرياء من الشهداء والمصابين. وقالت الكنيسة: «ندين هذا الهجوم، ونُؤكد موقفنا الثابت ضد إراقة الدماء الزكية فى كل مكان وعلى كل جانب، وعلى دعمنا الكامل لحقوق الشعب الفلسطينى فى العيش الآمن داخل أراضيهم، ونُصلى أن يعينهم الله على ما يواجهونه من أهوال، وأن يعطى طمأنينة للعالم كله»، معلنة إرسال مساعدات عاجلة للقطاع: «تضامناً مع أهالينا فى غزة، وبتوجيهات من البابا تقوم أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بتجهيز مساعدات تشمل أدوية وإسعافات طبية ومواد غذائية وملابس وبطاطين لإرسالها إلى القطاع». وناشدت الكنيسة أبناءها ضرورة المشاركة والمساندة الإنسانية، بإرسال المساعدات إلى مركز مارمرقس فى مدينة نصر.

أما الكنيسة الإنجيلية، فقد أدانت بدورها القصف الإسرائيلى لمستشفى الأهلى المعمدانى فى قطاع غزة، وأعرب الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة، عن حزنه الشديد إزاء استخدام العنف الوحشى غير المُبرَّر، وقصف منشآت مدنية، وهو ما يؤكد تجاوز إسرائيل القانون الدولى والتعدّى على جميع القيم الإنسانية. كما أدان المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، كل الممارسات اللاإنسانية وأعمال العنف التى يتعرّض لها المدنيون، مستنكراً كل مظاهر العنف الانتقامى الذى أدّى إلى قتل وجرح آلاف الأبرياء، وتدمير البنى التحتية والتهجير القسرى، مشيراً إلى أن ما حدث من تدمير المستشفى المعمدانى لا يتّفق مع أبسط مبادئ الإنسانية، ويتعارض مع كل الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية المدنيين. وثمّن سنودس النيل الإنجيلى، دور الرئيس السيسى والحكومة لإيقاف الحرب واستتباب الأمن والسلام بالمنطقة.

وقال بطريرك الأقباط الكاثوليك، الأنبا إبراهيم إسحق، إن مجلس البطاركة والأساقفة يتابع بمزيد من القلق أحداث العنف وتطورات المشهد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث يعم الخوف والقلق الجميع، بعد أن تفجّرت موجة جديدة من موجات الصراع وإراقة الدماء، مؤكداً التضامن مع عائلات الضحايا، وكل من فقدوا ذويهم نتطلع إلى تدخّل سريع وحاسم من كل القوى ذات النوايا الصالحة لوقف إطلاق النار سريعاً، تجنّباً لمزيد من الموت والدمار والمعاناة للمدنيين الأبرياء. وأدانت الأسقفية الإنجيليكانية، أحداث العنف تجاه المدنيين الفلسطينيين، واعتبرت ما يحدث مجزرة وفضيحة إنسانية لقتل أبرياء يطلبون العلاج والدواء وملجأً آمناً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى