محافظات

المئات يشاركون فى حفل الإفطار السنوى بساحة ال سلطان بالطود جنوب الأقصر

المئات يشاركون فى حفل الإفطار السنوى بساحة ال سلطان بالطود جنوب الأقصر

الأقصر–حماده النجار السليمى

 

نظمت ساحة ال سلطان بنجع علوان بقرية العديسات قبلي بمركز ومدينة الطود جنوب محافظة الأقصر اليوم الخميس السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك حفل الإفطار السنوى الذى شارك فيه المئات من المحبين وأبناء محافظة الأقصر والمناطق المجاورة. أعقبه أمسية دينية ضمت العديد من اهل القرآن ومشايخ الأوقاف والأزهر ثم حفل تكريم لحفظة القران الكريم .

وتضم ساحة آل سلطان مسجداً يتم تطويره باستمرار، وغرفاً للضيوف ومكاناً متسعاً لإقامة الاحتفالات، وداراً لتحفيظ القرآن، ومن الناحية الجنوبية «خلوة الشيخ سلطان» التى كان يتعبد بها لسنوات طويلة والتى أصبحت مزاراً دينياً يتبارك بها زوار الساحة من محبى ومريدى الشيخ.

أحفاد «سلطان» ينتشرون بالمحافظات والدول العربية

ولشهر رمضان فى ساحة آل سلطان شكل مختلف عن كثير من الساحات، حيث يحافظ أحفاد الشيخ منذ سنوات طويلة على إقامة ما يسمى بـ«السهرة الرمضانية» وهى عبارة عن حلقة دائرية يتجمع خلالها أبناء العائلة لقراءة القرآن حيث يقرأ كل فرد فى الحلقة ربعاً من القرآن ويتم ختم القرآن فى هذه الحلقات كل 10 أيام، ويحتفل الجميع بختم القرآن من خلال تقديم الحلويات والمشروبات والعصائر للضيوف.

ويقول الشيخ عبدالفتاح سلطان، حفيد الشيخ سلطان: «فى رمضان ننظم حفل إفطار سنوياً لزوار الساحة والضيوف الذين يأتون من كل ربوع المحافظة والمحافظات المجاورة، حيث يشارك كل أبناء العائلة فى إعداد الطعام وخدمة الضيوف»، ويضيف: «خلال حفل الإفطار يتم افتراش الساحة والشوارع المجاورة بطعام الإفطار والعصائر، وعقب صلاة التراويح تقام احتفالية يتحدث فيها علماء الأزهر والأوقاف وتختتم بالمدائح النبوية والابتهالات».

 

ويكمل سلطان القول: «آل سلطان يرتبطون بالقرآن ارتباطاً وثيقاً، ولا يخلو بيت من حفظة القرآن بأحكامه، كما أن أبناء العائلة يتصدرون المشهد فى كل المسابقات القرآنية التى تقام على مستوى المحافظة وعلى مستوى الجمهورية كل عام». ويشير إلى أن العائلة أنجبت على مدار العقود الماضية عشرات من محفظى القرآن ينتشرون فى كل كتاتيب المحافظة وتعتبر النسبة الأكبر للمحفظين بالأقصر ممن ينتمون لهذه العائلة، فضلاً عن كثير من أبناء العائلة الذين يعتلون مناصب كبيرة فى الأزهر والأوقاف وفى الطب والتربية والتعليم وفى الإعلام.

 

ويروى عن الشيخ سلطان كثير من القصص والحكايات، من بينها ما ذكرته المستشرقة الانجليزية الشهيرة لوسى دوف جوردن التى عاشت فى الأقصر، وروت كيف تصدى الشيخ للحكام الظالمين فى ذلك الوقت الذين صادروا أراضى المزارعين، وصدر حكم من حاكم الجنوب وقتها بنفى كل أبناء وأحفاد الشيخ إلى السودان ودول أخرى انتقاماً من الشيخ، وبالفعل تم نفيهم جميعاً، ولم يتبق سوى الشيخ محمد مكى سلطان حفيد الشيخ الذى كان صغيراً والذى أخذ على عاتقة إحياء تاريخ العائلة فتزوج عدة مرات لكى يكثر نسل العائلة وأنجب 26 ابناً وابنة وأنجب أبناؤه مئات من الأحفاد، وتوفى آخر أبنائه الشيخ أبوالحجاج فى عام 2005.

 

وينتشر أحفاد الشيخ سلطان، مؤسس الساحة، بجميع محافظات مصر وبعض الدول العربية، لكن العدد الأكبر من أحفاد الشيخ يقيمون فى الأماكن التى عاش بها جدهم فى منطقة نجع علوان بالعديسات قبلى والجزء الآخر فى نجع الشيخ سلطان فى حاجر العديسات بحرى. وكان للشيخ «سلطان» شقيق آخر وهو الشيخ رضوان، الذى أسس أحفاده ساحتين من أكبر الساحات فى مصر حالياً، هما الساحة الرضوانية بالبغدادى والساحة الجيلانية بالطود.

 

ويعرف عن «آل سلطان» ترابطهم الأسرى وعلاقتهم القوية ببعضهم البعض وحرصهم على العلم، حيث أخذ أبناء وأحفاد الشيخ على عاتقهم تعليم أبناء المنطقة العلوم المختلفة وفتح ساحتهم وبيوتهم لتحفيظ القرآن الكريم، ومن أبرز الشيوخ الذين برزوا فى هذا المجال الشيخ الدردير والشيخ الصادق، والشيخ عبدالعاطى الذى تعلم على يده 2 من مشاهير التلاوة القرآنية فى مصر، هما الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ أحمد الرزيقى، أمين نقابة القراء الأسبق.

 

وفى ساحة «آل سلطان» تقام كل عام عشرات الاحتفالات والمناسبات الدينية من بينها احتفال الإسراء والمعراج، والاحتفال بالمولد النبوى الشريف، واحتفال ليلة القدر الذى يشهده المئات كل عام فى مقدمتهم علماء الأزهر والأوقاف ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية فى الأقصر.

 

ومنذ تأسيس الساحة قبل نهاية القرن الـ18 كانت قبلة لكبار شيوخ وعلماء الأزهر ومشاهير العالم الإسلامى، من بينهم شيخا الأزهر السابقان الدكتور محمد الفحام، والدكتور عبدالحليم محمود، والدكتور محمد فؤاد شاكر، كما ارتبط الشيخ محمد مكى بعلاقة قوية بالسيد يوسف أبوالحجاج، حفيد العارف بالله سيدى أبوالحجاج الأقصرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى