“المعلم المثالي والوشاية الخبيثة: كيف حاول الفساد النيل من المتميزين؟
"المعلم المثالي والوشاية الخبيثة: كيف حاول الفساد النيل من المتميزين؟

“المعلم المثالي والوشاية الخبيثة: كيف حاول الفساد النيل من المتميزين؟”
كتب أشرف ماهر ضلع
في قرية صغيرة اعتادت على سماع أخبار التعليم والمعلمين بين أروقة مدارسها، طفت إلى السطح قصة معلم أفنى عمره في سلك التعليم، لكنه لم يكن معروفًا بجديته أو حرصه على العملية التعليمية، بل اشتهر طوال فترة عمله بملاحقة بائعة متجولة، حتى انتشرت شائعة زواجهما عرفيًا، وهو ما لم يثبته أحد لكنه ظل مادة خصبة للحديث بين الأهالي.
وبعد خروجه إلى المعاش، لم يترك المعلم المتقاعد الساحة، بل وجد في صهره، الذي يعمل معلمًا أيضًا، شريكًا في السعي نحو فرض سيطرتهما على المشهد التعليمي في القرية. هذا الصهر، الذي اشتهر بلقب “معلم الكشكول” نظرًا لسطحيته واعتماده على الطرق التقليدية التي لا تقدم شيئًا جديدًا للطلاب، أصبح أحد أسباب تراجع مستوى التعليم في المنطقة، مستغلًا ضعف وعي أولياء الأمور وغياب الرقابة الجادة.
لكن القصة لم تتوقف عند هذا الحد، بل اتخذت منحى أكثر تعقيدًا عندما قرر المعلم المتقاعد أن يستخدم حفيده، ابن ابنته، كأداة لتصفية حساباته مع أحد المعلمين المثاليين في المدرسة. فقد قام بتشجيع الطالب على افتعال المشكلات مع معلمه، محاولًا النيل من سمعته والتشكيك في قدراته التربوية، في محاولة بائسة لضرب نموذج يُحتذى به من النزاهة والاجتهاد.
وبينما كانت المؤامرة تُحاك في الخفاء، جاءت المفاجأة من حيث لم يتوقعها أحد، إذ تدخل مدير الإدارة التعليمية بعد أن لاحظ التوتر في المدرسة، وعوضًا عن توجيه اللوم للمعلم المثالي، أثنى عليه ودعاه إلى احتواء الطالب. كان هذا الموقف كافيًا لكشف الحقيقة، حيث تبين أن كل ما جرى كان نتيجة وشاية خبيثة من الجد المعلم المتقاعد ووالد الطالب، اللذين سعيا إلى تشويه صورة المتميزين لحماية مصالحهما الشخصية.
وهكذا، أسدل الستار على هذه الواقعة التي تعكس جانبًا من التحديات التي تواجه التعليم في بعض المناطق، حيث لا يأتي الفساد دائمًا من الخارج، بل أحيانًا يكون جزءًا من المنظومة ذاتها، مدعومًا بالجهل والمصالح الضيقة. ورغم ذلك، يبقى الأمل معقودًا على المعلمين الشرفاء الذين لا تثنيهم المؤامرات عن أداء رسالتهم السامية.