الموت .. حقيقة وقدر لا مفر منه الكل سيفنى

الموت .. حقيقة وقدر لا مفر منه الكل سيفنى
حماده مبارك
الموت حقيقة وقدر لا مفر منه، ولا مهرب منه، والكل سيموت، والكل سيفنى، إلا وجهَ الحيِّ الذي لا يموت.
قال تعالى: ﴿وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص:88]، ويقول -عز من قائل-: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان:58].
والناس في غفلة عن الموت، والموت ليس في غفلة عنهم!، والناس في غفلة عن ساعة الاحتضار، والملك الموت ليس في غفلة عنها.
قال تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ [السجدة:11]، ويقول الله -سبحانه-: ﴿كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ﴾ [القيامة:26-30]، ويقول: ﴿فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ * فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الواقعة:83-87]، وأخرج البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟، قَالَ: ((أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ؛ تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الْغِنَى، وَلَا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا!، وَلِفُلَانٍ كَذَا!، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ)).
والناس في غفلة عن قبورهم، والقبر لا يغفل عنك ويناديك؛ من أجل ذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من عذاب القبر، وكان يأمر أصحابه -رضي الله عنهم- بالاستعاذة منه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: ((إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ؛ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)) والحديث في الصحيحين.
وفي مسند الإمام أحمد، وعند أبي داود؛ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ؛ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ؛ وَلَمَّا يُلْحَدْ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرُ!، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: ((اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا)).
والعمر محدود، والأجل معدود، ولكل أول نهاية -إلا اللهَ سبحانه وتعالى-، ولكل أجل كتاب.
قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران:145]، وقال تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾ [الرحمن:26-27]، وقال سبحانه: ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾ [الرعد:38]، وهذا كقوله تعالى: ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴾ [الرعد:8]، ويقول تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأعراف:34]، وقال تعالى: ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأنعام:49]، وقال الملك -جل جلاله-: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [النحل:61].
والموت ملاقيكم أينما تكونون؛ على أي أرض تعيشون، وتحت أي سماء تُقيمون.
قال تعالى: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ﴾ [النساء:78]، وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الجمعة:8].
والموت مدرك كلُّ نفس منفوسة، ولو نجا من الموت أحدٌ لكان رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران:185]، وقال: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء:35]، وقال: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [العنكبوت:57]؛ فأكَّد تلك الحقيقة الكبرى بالآيات الثلاث البينات، وفي كل آية قوله تعالى: ﴿كل نفس﴾ يعني: كل من نُفخت فيه روح، و ﴿ذائقة الموت﴾ يعني: ستموت.
بل إن الله -تبارك وتعالى- كتب الموت والفناء على حبيبه، وصفيه، ونجيه (محمدٍ) -صلى الله عليه وسلم-.
فقال تعالى، مخاطبًا نبيه: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾ [الأنبياء:30].
وقال تعالى، مخاطبًا الصحابة -رضي الله عنهم-؛ وذلك لما شاع خبر كاذبٌ في غزوة أحد؛ أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مات، فترك بعض الصحابة ساحة المعركة، وقالوا: ماذا نصنع بالحياة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فأتاهم أنس بن مالك -رضي الله عنه- فوجدهم على تلك الحال، فقال لهم: ما الذي أجلسكم؟، قالوا: قُتِلَ رسول الله؛ وماذا نصنع بالحياة بعده؟، قال أنس: قوموا، فموتوا على ما مات عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ * وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ * وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران:139-144].
وعندما دخل ابو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ممدد على فراشه، قد خرجت روحه إلى بارئها، فقبلَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بين عينيه، وقال له: طبتَ حيًا وميتًا يا رسول الله، وأيقن أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قد مات، ولكن الخبر كان شديدًا على بعض الصحابة -رضي الله عنهم-؛ حتى إن عمر -الفاروق- رضي الله عنه- قال: من قال: إن محمدًا مات، لأضربن عنقه، والله ما مات، وليبعثنه الله -عز وجل- فليضربن -أو ليقطعن- أيديَ وأرجلَ رجالٍ من المنافقين؛ زعموا! أن محمدًا مات؛ فخرج أبو بكر -رضي الله عنه- على الناس: فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ؛ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ وَقَالَ:﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾، وَقَالَ: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾، فَنَشِجَ النَّاسُ في البكاء، وأخذ الناس يقرؤون هذه الآية -كأنه ما نزلت إلَّا الساعة-، وأيقنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات حقًا، والشاهد من هذا: أن الله -عز جل- كتب الموت على كل نفس؛ حتى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولو نجا من الموت بعد رسول الله أحد لكان ملك الموت، نعم!؛ حتى ملك الموت الموكل بقبض أرواح العباد في الدنيا… سيموت!
قال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾ [الزمر:68]، قال السعدي -عليه رحمة الله- في تفسيره:﴿الصور﴾ وهو قرن عظيم، لا يعلم عظمتَه إلا خالقُه، ومن أطلعه اللّه على علمه من خلقه، فينفخ فيه إسرافيل -عليه السلام-، أحد الملائكة المقربين، وأحد حملة عرش الرحمن.
﴿فَصَعِقَ﴾ أي: مات،﴿مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ﴾ أي: كلهم، لما سمعوا نفخة الصور أزعجتهم من شدتها وعظمتها، وما يعلمون أنها مقدمة له، ﴿إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ ممن ثبته اللّه عند النفخة، فلم يصعق، كالشهداء أو بعضهم، وغيرهم، وهذه النفخة الأولى، نفخة الصعق -أي: الموت-، ونفخة الفزع.
﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ﴾ النفخة الثانية، نفخة البعث،﴿فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ ينظرون﴾ أي: قد قاموا من قبورهم لبعثهم وحسابهم، قد تمت منهم الخلقة الجسدية والأرواح، وشخصت أبصارهم ﴿يَنْظُرُونَ﴾ ماذا يفعل اللّه بهم.
فعلينا جميعا أن نقبل على الله، ونعلم بأننا ميتون.
وليسأل كل منا نفسه سؤالًا: متى سأموت؟، وعلى أي أرض سأموت؟
الجواب: الله أعلم، قال تعالى: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان:34]، فالكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت؛ والعاجز من أتبع نفسه وهواها وتمنى على الله الأماني.
وليعلم الجميع بأننا خلقنا في هذه الدنيا لعبادة الله -تبارك وتعالى-، وحتمًا سنلقاه!، وسيسألنا عن كل صغيرة وكبيرة، وعن النقير والقطمير، وعن الحسنات والسيئات، وعن الطامَّات والموبقات، وأنت مُعرض عنه، مقبلًا على غيره!، قاصدًا الدنيا!، معرضًا عن الآخرة!.
فلنقبل على الله ولا ندبر، ونسدد ونقارب، ولنحسن ما بقي ، ليغفر الله لنا ما قد مضى وما قد بقي، ونتوب إلى الله توبة نصوحا ، فالعمر مهما طال لا بد من دخول القبر، والليل مهما طال لا بد من طلوع الفجر، وكل يوم يأتي؛ ينادي عليك بلسان حاله قائلًا: يا ابن آدم أنا يوم جديد، على عملك شهيد، فاغتنمني، فإني لا أعود إلى يوم القيامة!.
والدنيا ساعة؛ فاجعلها طاعة، والقبر موحش ومظلم، فنوره بطاعة ربك، والعمل الصالح.
اللهم اختم لنا بخاتمة السعادة فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ، واغفر لنا وارحمنا واسقنا بيد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة لا نظمأ بعدها ابدا.