الهوية الإسلامية ” جزء 9″
ونكمل الجزء التاسع مع الهوية الإسلامية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل” رواه الترمذى، وأيضا يجب معرفة التاريخ الإسلامي ومواقف المسلمين مع الأمم غير المسلمين، وأخذ العظة والعبرة مِن التاريخ، وكذلك التصدي لمن يحاول تزييف وتزوير وتشويه صورة التاريخ الإسلامي الحافل، والحرص على اللغة العربية لغة القرآن ولغة النبي صلى الله عليه وسلم، والتصدي لمحاولات أعداء الإسلام في عملهم لإضعافها وإحلال العاميات بدلا منها أو استبدال غيرها بها، والحرص على مظاهر شخصية المسلم في سمته الظاهر والباطن، ومن ذلك وبلا شك هو حجاب المرأة، والعناية بتربية الأولاد تربية إسلامية.
وذلك بربطهم بتاريخهم العظيمِ، تاريخِ الأبطال والفاتحين منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرورا بصحابته الكرام رضي الله عنهم ومن سار بسيرهم، والتخلق بأخلاقهم، وتسمية الأبناء بأسمائهم بدلا من التسمي بأسماء غير المسلمين، وكذلك الحرص على الترابط، وإقامة علاقات وصلات جيدة بينكم خاصة، ومع باقي المسلمين عامة، فهذا من شأنه أن يوحّد أمركم ويقوي عزمكم، ويعينكم على مواجهة عدوكم، حيث قال صلى الله عليه وسلم “المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا،وشبك بين أصابعة” رواه مسلم، وقال أيضا “عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية” رواه أحمد، وكذلك إحياء سير الصالحين والعلماء والمجاهدين وإفشاؤها.
ونشرها بين أبنائنا وذلك بإدخالها ضمن المناهج الدراسية والتربوية لتحلّ القدوات الصالحة محل قصص اللاعبين والماجنين من الشرق والغرب، والحرص على التاريخ الهجري لأنه من شعار الإسلام، وغيره تبعية لغير المسلمين كرهها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رفض أن يؤرخ بتاريخ لغير المسلمين، وكذلك الاهتمام بالمسلمين في بقاع الأرض، وخصوصا الأقليات، ودراسة أماكن وجودهم والاعتناء بقضاياهم، ومد يد العون لهم حتى لا يضيعوا بإهمال المسلمين لهم، وإن الهوية هي التي تشير إلى شخصية كل فرد، وتحتوي على المعلومات الرئيسية الخاصة به، وتعرف أيضا بأنها مجموعة من المكونات الاجتماعية والإنسانية.
التي تدل على الأفراد داخل مجتمعهم، وتمنحهم صفة قانونية للتصرف بحرية مطلقة تحفظها لهم الأحكام الدستورية، والتشريعية المحلية، والدولية، ويدل مفهوم الهوية أيضا على العمومية، فليست بالضرورة أن ترتبط بكل فرد على وجه الخصوص حيث إن المنظور العام للهوية يشير إلى فئة أو جماعة من الناس تتبع لدولة، أو منطقة، أو جهة معينة، مثل الهوية العربية، والتي تشير إلى العرب، أما عندما نقول الهوية اليابانية فهنا تكون الإشارة إلى الشعب الياباني كأفراد تابعين لدولة من دول العالم، وأما عن نظرية الهوية الفردية، فهي النظريّة التي وضعها العالم أريكسون حول كيفية تعرف الفرد على هويته، واهتم بدراسة الهوية بالاعتماد على علم النفس.
وتعتبر هذه النظرية أن الهوية لا تتكون نتيجة لعوامل اجتماعية فقط بل تعتمد على العديد من العوامل الأخرى، والتي تهتم بدراسة السلوك النفسي للأفراد، وكيفية تأقلمهم مع المجتمع الذي يوجدون فيه، وخصوصا عند انتقالهم لمجتمعات جديدة، فيُرغمون على تغيير هويتهم، والمقصود بالهوية هنا ليست بطاقة التعريف الشخصي لكل فرد، بل طبيعة التصرفات، وبعض العادات، وحتى اللهجة، أو اللغة، مما يؤدي إلى تحقيق معنى الاندماج مع البيئة المحيطة بالأفراد، وهكذا فإن هناك تحديات تواجه هويتنا الإسلامية، وإن أخطر ما يمكن رصده من التحديات التي تواجه الهوية الإسلامية هو الغزو الفكري عقائديا واقتصاديا وثقافيا وأخلاقيا.
