الوزير المنبهر ..”بالتوكاتسو” ! بقلم / وجيه الصقا
الوزير المنبهر .."بالتوكاتسو" ! بقلم/ وجيه الصقا

. الوزير المنبهر ..”بالتوكاتسو” !
وجيه الصقار
زيارة وزير التعليم لدولة اليابان التى امتدت أسبوعا بأموال الشعب البائس، وانبهاره بالتعليم اليابانى تكشف غيابه عن مشكلة التعليم المصرى تماما، بل تأكيده على تطبيق “التوكاتسو” اليابانى بجميع مدارس مصر، على طريقة “التلطيش” فلا أحد يراجعه ، ترك الطلاب بدون فصول ومعلمين إلى هذه الكلمة الرنانة دون أن يدرى أن هذا النظام بعينه هو الأنشطة المدرسية العادية التى غابت عن مدارسنا لانعدام الامكانات، مثل أنشطة تركز على التعاون، والاحترام، والانضباط. والأنشطة الاجتماعية والعمل الجماعى، بل إن النظام المصرى أكثر تربوية منها بكثير، ولأن الوزير غير متخصص و” محدث خبرة”، منبهر باللفظ دون فهم الهدف، بل اعتقد أن هذا النظام فى التعليم سجل فشلا محققا فى مصر فى المدارس اليابانية وهى 55 مدرسة فقط، توقف التوسع فيها منذ سنين ولا أمل فى زيادتها، ولأن الدولة لا تنوى توفير ميزانية للتعليم من الأساس، فالوزير هرب من مشكلة مصر وذهب للتوكاتسو الذى لا يتواءم والعادات والتقاليد والبيئة المصرية بمدارسنا، فهو مكلف جدا والوزارة توفر مدرس حصة “بثلاثة مليم” لا تلتزم بتعيينه وبالتالى غياب استقرار العملية التعليمية، كما يحتاج مساحات واسعة لهذه النشاطات الجماعية، مالا يتوافر فى جميع المدارس، فضلا عن تدريب مكثف للمعلمين الذين تخطى معظمهم سن 55 سنة، مع ميزانية شبه معدومة لا تتناسب والمطلوب من المدارس وهى.214 مليار للتعليم العام والأزهرى بما يمثل 1.7% من الميزانية أى أقل كثيرا جدا من المطلوب لتحقيق الاستثمارات فى تنمية الأجيال ، كما أن هناك المشكلة المزمنة التى تتهرب منها الدولة وهى النقص الحاد فى المعلمين، كما تحتاج أنشطة التوكاتسو توفير المعلمين إلمناسبين للتدريب على أساليب التعليم اليابانى مما ثبت معه فشل التجربة فى مصر من سنين، ولم يتم التوسع فيها مع البرامج المستهدفة السابقة . فهذا النظام يبهر الوزير أكثر من الجانب الأكاديمي، ويؤثر سلبا على تحصيل الطلاب الدراسي، ويستنفذ جهدهم، وفى التطبيق لم يقتنع معظم المعلمين وأولياء الأمور بالتوكاتسو، لذلك لا ينفذ بمعظم هذه المدارس، ويفضلون الأساليب التقليدية في التعليم، ويرون أن النظام الياباني ليس مناسبًا فهو يركز على الشكليات المبددة لوقت الطالب
مع تجاهل الدولة لتوفر الإمكانات لجميع المدارس التى تعاني نقصا فى الموارد. ويصعب تطبيق نظم غير تقليدية فى الامتحانات المصرية ، والنتيجة أن سيادة الوزير ذهب “لطواحين الهواء” باليابان، وبدد ملايين الجنيهات مع رفاقه دون أن يواجه المشكلة الحقيقية وهى توفير مالا يقل عن 10% من الميزانية فالنهوض بالتعليم نهوض بالدولة، ونكسته نكسة مؤكدة لها، على المستويين العاجل والآجل ..