
انا طفل فلسطين. قصة قصيرة من واقع الحياة
بقلم الاديبة والكاتبة جيهان موسى الصياد
انا اليتيم
استشهد ابي منذ سنين
واصبحنا ايتام الاب
ولكن امي عوضتنا حنان ابي
مع ان حنان الاب لا يعوض
ولكن امي احتضنتنا انا واختي
الوحيدة بعد فقدان اخوتي واستشهادهم من قبل العدوان علينا
تحملت امي الصعاب من أجلنا
قامت بالعمل من أجل اطعامتا وتعليمنا في المدارس
كانت أمي هي السند لنا وهي مصدر الحب والحنان والأمان
كانت تسهر الليالي من أجل أن ترانا ننام بسلام وتنام بجورانا وحضنها كان هو الأمن والأمان لنا
كانت تبكي دموع كثيرة من أجل ابي واخوتي وعندما نرى دموعها تمسحها سريعا بيديها الحنونة وتقول انا بخير ما فيني شيء فقط عيناي ادمعت أصابها رمش فانهمرت منها الدموع نحن أطفال صغار نعلم ما تعاني منه امي مشقة وعذاب في العمل لكي توفر لنا كل ما نحتاج اليه ولا تتكلم ولا تشكى ما تعاني منه لاي احد مهما كان امي كالصخر تتألم وتتحمل ولا تتكلم ابدا من يسالها عن حالنا تقول الحمد لله نحن بخير لديها عزة نفس وكرامة لديها شموخ وكبرياء
تقول لا أقبل مساعدة من احد
انا أعمل واتعب وناكل خبزنا من عرق جبيني ومن تعبي لا من عرق جبين احد ولا من تعب احد
كانت أمي مثلنا الأعلى في الحياة
جعلتنا اقوياء جعلتنا رجال شجعان ونحن أطفال ومرت السنين والايام
ونحن لاننام بعيدا عن حضنها وكانت لدينا احلام كثيرة نريد أن نحققها وهي ان نصلي في القدس
وتصبح حرة بدون قيود او اغلال
وهي ان نزور أهلنا واقاربنا ونتجول في فلسطين هنا وهناك بدون خوف وفي سلام وأمان
وهي ان نتعلم ونتلقي حقوقنا كجميع الأطفال في البلدان وان نصير اطباء او مهندسين او شيء كبير نفتخر به مثل العالم او مثلا نصبح علماء ولكن للأسف ليس لدينا اي حقوق ان نكون اي شيء من الأشياء لاننا نحن أطفال حروب أطفال منكوبين أطفال اسم فقط فلسطين ولكن بلا هوية بلا احد يدافع عنا كبقية الأطفال نحن أطفال منبوذين من العالم تنحر دمائنا كل يوم أمام العالم وكاننا خراف وكبش فداء لمصالحهم الخاصة بدون حراك من احد يشاهدوننا وكاننا حيوانات ولو كنا حيوانات لشفقو ا علينا وقاموا بمظاهرات وقالو ا بأعلى الصوت أين حقوق الحيوان ولكننا بشر ويوجد لدينا لحم ودماء
ولكن للأسف ما يوجد بالعالم قلوب تشعر وتحس بما نعاني منه نحن الأطفال والان ماذا صار تحملنا الصعاب وكبرنا بحضن امي وفجأة
أصبحت غزه نار ودمار وانهيار المباني بكل مكان فوق رؤوسنا وصرنا تحت الانقاض وعندما انقذونا الاسعافات خرجنا من تحت الانقاض نبحث عن امي امي التي تحملت الصعاب وقاست وحدها من الكرب وقلة الحيلة لكي ترانا بأمان امي ماتت تحت الانقاض وتركتنا وحدنا كيف يا عالم كيف نعيش بدون الأم وبدون حنانها وعطفها. علينا ومن يعطف علينا من يرحمنا من القهر والعذاب ماتت امي ومات معها الحب والحنان ماتت امي وأخذت معها الأمان لا سند لنا بعد اليوم نريد من رب العالمين ان نستشهد ونلحق بها في الجنة افضل من ان نعيش في بلادنا اغراب بدون هوية وبدون سند وأمان