الشعر

بلا عنوان

بلا عنوان

بلا عنوان

بقلم . حمزة الياسين

كآلات مثيرة للشفقة
ينفض البشر ( الناضجون )
،في الثامنة صباحا،
غبار النعاس عن عيونهم
يغسلون أرواحهم عن وجوههم الشاحبة
ويتبولون أحلامهم على عجل؛
استعدادا لانسحاقهم اليومي..
في عالم المعامل الضخمة
والبشر الأقزام
تنبح الحرية كل صباح
،في الأزقة الواجمة،
ككلب متشرد
تقترب من المارة بانكسار
تشدُّ معاطفهم
وتتمسح بسراويلهم
-ثمة رسالةٌ ما في نباحها-
– ثمة شمع يغلف الآذان-
تنبح الحرية في الشوارع كل صباح
وكل مساء تعود إلى جحرها البعيد
مكللة بالطين والركلات..
“أعطني قرشا ؛ أكن لك عبدا”
هذا ما كان يقوله أمس
وجه ملطخ بحبوب المذلة
وتجاعيد التملق
وكانت حشود هائلة
تصفق و تعجب..
في عالم المعامل الضخمة
والبشر الأقزام
ينكمش الفنان في غرفة مظلمة
يصفق أبواب الواقع بحنق
ويفتح نافذة لحلم بعيد بعيد
وحين يحاول فتح عينيه للمرة الأخيرة
تجرح أنفه رائحة عطنة
ويسمع دودة تتمتم بلذة:
” لقد كانت وليمة دسمة حقا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى