بمناسبة اليوم العالمي للبيئة… كيف نحافظ علي كوكبنا

بمناسبة اليوم العالمي للبيئة… كيف نحافظ علي كوكبنا؟
د. عبد العليم المنشاوى
يحتفل العالم باليوم العالمي للبيئة في الخامس من يونيو لكل عام و جاء شعار عام 2022 تحت شعار ”لا نملك سوى أرض واحدة“، للدعوة إلى إحداث تغييرات تحويلية في السياسات والاختيارات لتمكين العيش في وئام مع الطبيعة بصورة أنظف وأكثر مراعاة للبيئة وأكثر استدامة. لا نملك
سوى هذا الكوكب فهو موطننا الوحيد، وعلينا حماية موارده المحدودة. فبيئتنا بشكل عام هي كل ما هو موجود في الطبيعة والتي تتكون مع بعضها البعض لتشكل منطومة حياة على وجه الأرض مثل التربة والماء والهواء والكائنات التي تعيش على كوكب الأرض.
حماية البيئة قد ظهرت بشكل واسع نتيجة المخاوف التي تتعرّض لها كوكب الأرض من مخاطر ومشاكل على البيئة , ومن هذه المخاوف الإحتباس الحراري التي تعد من أكبر المشكلات البيئية التي تواجهها كوكب الأرض والتي تغيّر من مناخ الأرض التي تؤثر بشكل كبير على الكائنات التي تعيش فيها ,
وهذه الحماية البيئيّة تقوم على تقليل من تلوثات البيئة، فهي من الأمور التي لا يمكن تركها والإهمال فيها , فهي تبدأ من الفرد نفسهِ إلى أن تصل المجتمع الأكبر وإلى الشركات والمؤسسات والمصانع والحكومات التي على الجميع المحافظة على البيئة حتّى لو بالأمور التي يظنها البعض تافه مثل رمي الورق والفضلات في الشوارع والمتنزهات إلى أن تصل إلى مخلفات المصانع والمفاعلات النووية .
وكان شعار ”لا نملك سوى أرض واحدة“ هو شعار مؤتمر ستوكهولم لعام 1972، الذي شهد إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وبعد مرور خمسين عاماً، مع الأزمات الكوكبية الثلاث وهي تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي واستمرار تعرض كوكبنا للخطر من جراء التلوث والنفايات، أصبح الشعار وثيق الصلة أكثر من أي وقت مضى
وتواجه الأرض حالة طوارئ ثلاثية
• ارتفاع درجة الحرارة فيها بسرعة كبيرة جدا بحيث غدا المتعذر على الناس والطبيعة التكيف معها؛
• فقدان الموائل وغيرها من الضغوط الأخرى التي تهدد ما يقدر بمليون نوع بالانقراض؛
• تواصل تسميم التلوث لهوائنا وأرضنا ومياهنا.
والمخرج من هذه المعضلة هو تحويل اقتصاداتنا ومجتمعاتنا بما يجعلها شاملة وعادلة وأكثر ارتباطا ب الطبيعة. وينبغي التحول عن إلحاق الضرر بالأرض إلى مداوتها.وما يسر هو أن الحلول والتقنيات متاحة وأسعارها تقل بشكل دائم مثل:
1- نشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع وطبقاتهم :
الوعي البيئي هو عملية نشر ثقافة الحفاظ على البيئة والمخاطر التي يمكن أن يواجهها الناس إذا لم يحافظو على البيئة وتحمل المسؤولية على عاتق كل فرد بأن الحفاظ على البيئة تعتبر واجب وفرض على كل شخص موجود في المنطقة التي يعيش فيها فهي
من أهم النقاط التي تساعد على الحفاظ على البيئة بشكل كبير , فالثقافة هي أساس قوام أي أمّة في العالم فمن غيرها تكون دولة لا معالمَ لها على الخريطة وتكون دولة مهملة , فجميع الدول العالم التي ينتشر فيها النظافة والإزدهار إنّما ناتجة عن شعور مسؤولية أفرادها بعدم التخريب في بلادهم والتي تكون بعدم ضرر الآخرين , وهذه المسؤولية تقع على عاتق الأسرة التي بدورها تعمل على نشر هذا الوعي وتربية أبنائهم على النظافة وتحمل المسؤولية تجاه بلادهم .
2- وضع قوانين لحماية البيئة :
تعتبر القوانين التي تسنها الدولة هي من الأمور التي لا غنى عنها لمنع المرتدين والمتجاوزين عن القانون وإلزامهم بفعل ما هو صحيح , فالدولة مسؤولة عن وضع هذه القوانين حسب سياسة الدولة في إتخاذ الإجراء أن لا تنسى قوانين المحافظة على البيئة والتشديد عليها , فبهذه الطريقة ترغم الأفراد الموجودين والمتجاوزين والمهملين عن منع التخريب في البيئة كرمي الأوراق من الناحية الفردية , والتي ترغم المصانع والمؤسسات على الإلتزام بقوانين تضعها الدولة والتي بدورها تحافظ على البيئة .
3- وضع أناس أكفاء لحماية البيئة :
أيضا من الأمور المهمة للحفاظ على البيئة أناس يخافون على بيئتهم ويحبون الحفاظ على دولتهم وناس يفعلون المستحيل ويطبقون القوانين للحفاظ على البيئة , فالشخص المناسب إن وضعتهُ في مكان مناسب قد تجد الكثير مما يقدمهُ وبالتالي لا غنى عن البيئة فهي كأي وظيفة من الوظائف المهمة بل من أهم الوظائف والذين بدورهم يسعون إلى الحفاظ على البيئة وتنظيفها من الفضلات والتي تبدأ من عامل النظافة إلى وزير البيئة .
ا.د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
كلية الزراعة – جامعة سوهاج
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج- مصر
abdelalem2011@gmail.com