بولياندري الرئاسة كرسي متنازع الأبوه

بولياندري الرئاسة كرسي متنازع الأبوه
بقلم سيدمحمدالياسري
ليس من الغريب ان نسمع بادبيات أي حزب او حركة او تيار سياسي ، شعارات الإصلاح ، فالشعارات ذاتها بين الحاكم والمحكوم والمستبد والثائر ، لذا ليس من الغرابة ان نجد كلمة الإصلاح يتناولها اناء الذهب ( الحاكم ) والفخار ( المحكوم) في ذات يوم قد تتبدل الاواني فيما بينهم ، قد يتأمل الشعب العراقي من الدورة الخامسة للبرلمان ان يتجه اتجاه اخر غير اتجاه بولياندري polyandry الذي اعتادت عليه في ولادة الرئاسات الثلاثة ، حسب زواج الام يتوزع الأولاد على الأكبر ، مع ان الأكبر في العراق لايقترن بالمذهبية من حيث اقتسم مذهبين مع قومية ، كماهو ( شيعي ، سني ، كردي ) وذاب الأزواج الباقين كقوميات او ديانات او أحزاب مدنية ، ذابوا فيما يأخذونه من أولاد بالمستقبل ، او يحصلون على نعمة الفتات ورنين وانغام الأولاد في البيت مع عدم الانتساب لهم ، مع ان الشارع اخرج لنا زوجا جديدا( التشرينيون كما وصفوا نفسهم ) فان خطهم الموازي داخل البرلمان بات متعثرا مع وجود (خط الصدريين ) الذي بات هذه المرة في ليلة ، ليكون هو الأكبر ، والذي يحرك الشارع العراقي أيضا خارج البرلمان وبهذا نجد ان الصدريين لهم قوة موازية باتجاهين الأول الشارع كما هم التشرينين ، والثاني البرلمان ،
اما كتلة الاطار التي هي زواج بولياندري اخر فلايمكن ان يغير أي اتجاه حتى لو فاز بالابن الأول ( رئاسة الوزراء ) لانه أصلا يعاني من البولياندرية فكيف يعيش فيها لذا يكون عليه جهد اكثر وشتات اكثر يضيع من خلاله العراق تحت سياسة التوزيع الارثي للمشتركين في حصص تكاد ان تكون اكثر مع ان المفاصل للدولة باتت ان تكون صدرية في مناصبها بحيث يكون تعارض بين الآمر والمأمور ، من حيث إدارة المدراء العاميين باتت تختم بالمحافظات المكون الشيعي صدرية بحتة او بالولاء او قريب منهم ، وما حدث في ذي قار في الاوانة الأخيرة التقاط آخرالانفاس للخط المعارض للتيار الصدري ، وتعتبر نقطة تحول مسك الأرض( سياسيا وشارعا وقوة ) مع ان التشرينيين مع شعارات وقوة ماسكة سابقا ، أصابها بارنكسيون ( مرض الرعاش ) لانه أصبحت باتجاه بولياندرية وباتجاه اخر مغايرة لما طرحوه وما قدموه من دماء في سبيل الخروج من المحاصصة التي انهكت طبقات الشعب وجعلته بين فقر وحرمان وطبقة هامانية لماعة فالتشرينيون عملوا على :
١ـ ثورة وتمرد بالوقت نفسه.
٢ـ مطالبة بحقوق كانت تكتب على الصفحات الوهمية والعالم الافتراضي.
٣ـ اغلقوا مؤسسات حكومية وغيروا مناصب .
٤ـ الانتخابات المبكرة ( الدورة الخامسة )
٥ـ رفض المحاصصة والمذهبية والحزبية والتكتلية
مع هذا كله مارست الضغوط على الشعب من حيث قولهم :(نحن شعب يجب ان نثور) وبهذه الضغوط أغلقت المدارس والجامعات وهي نقطة تحول التشرينيين الى الانهيار، اذ لم يستطيعوا توظيف ماخرجوا معهم- من الشعب والمنظمات الإنسانية والتطوعية – لهم ، وجعلوها نقطة ضعف ولاسيما شعار واهن ( ماكو وطن ماكو دوام ) لان الأوطان تبنى بالعلم ولاسيما انهم برروا بخطأ اكبر انهم يعطلون الدوام سنة وتبنى المدارس في العام المقبل اذ صارت ـ الأمنية ـ حقيقة كلامية ، وبناء فعال ، لكن خانتهم الأزمنة ومرت ثلاث سنوات ـ صارت المدارس والمؤسسات الى حالة أسوأ ودفعت التعويضات مما فعلوا وحرقوا من جيوب الشعب- ثم رضخوا حينها لعلة الانتخابات ودخلوها وجعلوا خطهم متين من حيث انهم أصبحوا قوة لا ثورة يعتز بها وقوة ضاغطة على الشعب من دون نتائج تذكر ،
هذه التجاذبات البولياندرية بين الأحزاب العراقية ، عطلت بعضها البعض ، ورمت بغرفة الضلع الشيعي بالمثلث الحاكم ( الشيعي – السني – الكردي ) غرفة مظلمة مضللة لبعضها دفعت العصبة للتشتت التي لم تصل لقرار ينبعث لرئاسة الوزراء ، واخفق الضلع الاخر – الكردي – باختيار رئيسه أيضا ، ولم يكن نجاح الضلع السني الا روتيني لانه بمعزل عن جمهوره الذي صار بين مطرقة الخوف الشديد للعودة دـ اـ عـ ش عند الرفض ، وبين سلطة بغداد التي مستعدة لمعركة تحرير أخرى يذهب الجمهور بينهما مسحوقا مرة أخرى ويفقد اكثر مما فقد ، لذا كانت لعبة السياسين ثابتة مثلما كان سابقا في البيت الشيعي ، هذا التغيير هو الذي دفع التيار من التنازل من بولياندرية الحكومة الى ساحة المعارضة لانه صاحب ارض ماسكة وقوة فاعلة ومحركة باتجاه الجميع يتبع المركزية الواحدة ( القائد ) ، وهنا تكمن القوة ، فالغرفة المظلمة المضلة التي بدا فيها الصراع عشوائي غير منظم في البيت الشيعي ، يمكن ان تجعل التيار يموت تدريجيا ، حتى تكون بولياندريته تحت تأثيره ، او التأثيرات الجاذبة الأخرى ، مما دعى السيد مقتدى بخروجه من البرلمان كضربة احياء لفريقه ، وتشتيت القوى داخل الغرفة عسى ان يخرجوا للنور ويبصر ويبصرون .
ستطيل العشوائية في الضلع الشيعي ، لكن الشتات في النهاية يقتص منه الى كوة يبصر منه الى أجل مسمى ، تذرف من خلاله دموع الامل وترتجف الايادي من مستقبل مخيف ، بسبب عدم قدرة التصحيح ، وعدم تصحيح كل حزب قائده ، فاذا فشل – مثلا – نوري المالكي ، يبرر فشله نجاح ، لانه قائد الضرورة في عينه وعين حزبه والمستفادين ، ولكل حزب من الاستحمار قاعدة وتأله ، يغلق باب كل اصلاح ، فلا أرى من الأحزاب قادة بشجاعة التنازل ، ولا أرى قادة ترى في حزبها فضل بقدر مايرى رئيس الحزب انه هو صاحب الفضل على حزبه.
يظل لمن يسأل عن مصطلح بولياندري : هو تعدد الأزواج فان هناك زواج في الهند و افريقيا لاحد قبائلها فان للمرأة الحق ان تتزوج بعدة رجال وتحتفظ بهم ، يشتركون فيها ، ويكون المولود حسب الأكبر وهكذا بالتدريج ، كماهي اليوم السياسة العراقية مجرد بولياندري ، والكرسي للاكبر ، والكتلة التي تصاب أيضا بالبولياندري سيكون مصيرها يوما ما ، ان تربي ولدا مشكوكا فيه ، قد لايجد من البر شيء ، واعتقد ان التيار الصدري بخروجه من الكتلة الأكبر ، وعدم اتخاذه بولياندري البيت الشيعي بتقاسم السلطة ، اول خطوة ينأى بنفسه في حرية اتخاذ السلطة باحادية غير قابلة للاشراك ، فان فشل في أخذها نجح بتسير من يأخذها
وان الأطار يسعى لاخذ الابن ويدعو ان يضعه باحضان الأزواج الأخرى الا ان خروج التيار يجعل الابن فاقد حضن قد يطيح فيه باي لحظة تحت مطرقة انه الأكبر ومازال اكبر وان خرج ، فالزوجة تحن لزوجها الاكبر .