شعر و ادب

بين الدمع والمرة ….. بقلم…..الشاعر كنان محمد

بين الدمع والمرة ..... بقلم.....الشاعر كنان محمد

بين الدمع والمرة ….. بقلم…..الشاعر كنان محمد

 

قالوا…وقد كذبوا بما قالوا

بأنَّ المرء يلقى الموتَ في الأيام ..مرَّه.

أفلم يروهُ وقد تبدَّى ألف مرَّه

في وجوه الناس بين العين والنَّظرهْ

 

إني رأيتُ الموت في طفلٍ بلا نعلٍ..ولا سِترهْ

جوعانُ ما في داره كِسرهْ

 

بآباءٍ تُذيبُ الدّمع بين الهمِّ والحسرهْ

وتُخفي دمعها كِبرا

وتلعقُ صبرها مُرّا

وتكتمُ في الحشا جمرا

وتُبدي بسمةً خجلى بوجهٍ قد رماه العجزُ

بين الذلِّ والقترهْ

 

رأيتُ الموتَ في أمٍّ

تلاقي الليل بالعَبرهْ

وأطفالٌ لها يشكونَ

من بردٍ ومن سَغَبِ

وما في الدار من خبزٍ

ولا في النار من حطبِ

 

فضمَّتهم وقد هجعوا

تُغنّيهم لتُنسيهمْ

لعلَّهمُ إذا ناموا رأوا حلماً يُعزّيهمْ

فمن أحلامهم شبعوا

كذاك الطفلُ بالأحلام ينخدعُ

ولكن أمهم بقيت تُغطّيهم

بدمعتها

وتُدفئهم بجمرتها

وتفني نفسها حبّاً وتعطيهم بقيَّتها

وتشعلُ من لهيب الدمع في ظلمائها جمره..

وتلقى الليل بالأحزان والعَبرهْ

 

رأيتُ الموت في طفلٍ

عليه الوحلُ أثوابُ

عليه الفقرُ جلبابُ

يمدُّ يديه مُنكسراً لكي يُعطى

فلا يُعطى..

سوى النظرات تسحقهُ وترهقهُ

فيبكي أدمُعاً حرّى

تذيبُ بحرّها الصخرا

ولكن..لا تؤثّرُ في قلوبٍ قد عماها

الكِبرُ والوفرهْ..

فأمست من غرور النفس في سَكرهْ

 

كلابهمُ تقاسي السُّمنَ والتُّخمه

لها الألبانُ والأجبانُ واللّحمه

وإن وجدوا فقيراً كشَّروا فيه

رموهُ نظرةً شَزرهْ

وقالوا إبتعدْ عنّا سريعاً

يا عديم الذوق والنَّظره

 

إني رأيتُ الموت في حرٍّ

رماه الدهرُ بالجفوهْ

فأصبح بعد.عزّتهِ

بلا حولٍ ولا قوّه

 

تلاحقه عيون الناس شامتةً

وكانت عند ثروته

تُرجّي القربَ والحظوه..

 

فأمسى بعد عسرتهِ

بلا أهلٍ ولا أُخوه

 

به الأيام تنفردُ

فلا خلٌّ ولا سندُ

ولا عزمٌ ولا جلدُ

 

رماه الناس بعد العُسر بالغدرهْ

 

رأيت الموت في شعبٍ بلا روحٍ

يسير بثقل أجسادٍ إلى الحفره..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى