مقالات

بين العلم والدين

بين العلم والدين

كتب أشرف ماهر ضلع

العلم بلا دين لا يلبث أن يصير إلحاداً
والدین بلا علم لا يلبث أن يصير خرافة !
لقد أثيرت العلاقة بين العلم والدين كثيراً ، وأخذت صوراً كثيرة ، لعل أقبحها هي تلك التي تحاول أن تخيرك بين أن تكون متعلماً ، أو تكون متديناً ، بين أن تقف في صف العلم ، أو في صف الدین ، وكأنهما نقیضان لا يمكن الجمع بينهما!

هذه الصورة القبيحة المرسومة في مخيلة البعض ليست نتاج العلم ولا نتاج الدين ، بل نتيجة قصور في فهم العلاقة بين العلم والدين !
لقد بُلينا بفئة من المتعلمين ترى أن العلم لا يكون علما إلا إذا تحرر من ربقة الدين ، وخرج من تحت سلطانه
وبُلينا بفئة من المتدينين ترى العلم رجس من عمل الشيطان ، ويرون أن في التداوي مثلا رفضاً لقضاء والله وقدره
إذاً نحن بين أناس أتخذوا من العلم عجلاً مقدسا يريدونا أن نعبده وندع سواه
وبين أناس يظنون أن نظرة الإسلام للعلم هي نظرة الدعوة لهبل واللات ومناة .

أتفهم المشكلة التي حصلت بين الدين والعلم في أوروبا

فالكنيسة كانت قد آمنت بمجموعة خرافات وجعلتها حقائق دينية وحملت عليها الناس بالقوة ، ونکلت بكل من حاول المساس بها ، ويكفي فقط أن جاليلو جاليلي قد أجبر على القول بأن الأرض لا تدور ، ولو أنه أصر على رأيه لأُحرق حيا لأن هذه كانت عقوبة الكنيسة على من ثبتت عليه الهرطقة .

ولما بزغ فجر العلم في أوروبا ، واستطاع تکذیب خرافات كثيرة كانت الكنيسة قد جعلتها دیناً ، ظن الناس أن العلم لا يمكنه إكمال طريقه إلا إذا أقصى الدين ، وأزاحه عن مشهد الحياة
أما عندنا فمتى حصل صدام بين العلم والدين حتى نقف مرغمين على الاختيار بين أحدهما
متى تعارض العلم الصحيح مع الدين الصحيح ؟
متى استطاع العلم أن يثبت أن معلومة علمية جاء بها الدين لم تكن إلا خرافة
الواقع عكس ذلك تماما
الدين لم يغير رأيه أبدا في مسألة كان قد بتّ بها
في حين أن العلم قد غي أقواله كثيرا ، وحقائق اليوم قد تكون خرافات الغد،
العلم اعتقد أولا أن الأرض مسطحة ، ولما طور وسائله وأدوات دراسته أخبرنا أنه كان مخطئاً
بل الأجمل أن العلم كلما طور وسائله ، وأدوات دراسته ، اهتدى لحقائق علمية نعرفها منذ 1400 سنة
متى حارب الإسلام العلماء؟!
الدين الذي يجعل طلب العلم فريضة يستحيل أن يقف بوجه العلماء
وإذا كان الغربيون قد صاروا أمة يوم انسلخوا من الدين فإننا لم نصبح أمة إلا يوم لبسنا عباءته
في ظل الإسلام كان ابن خلدون وابن الهيثم وابن حيان والمقريزي وكثر يستحيل عدهم وحصرهم
إننا لا نريد علما دون دین ، لأن العلم الذي لا يعترف بسلطان الله على الكون سيعبد نهاية المطاف نفسه!
ولا نريد دينا دون علم ، لأن الإسلام الذي بدأ بـ إقرأ لا يرضى لاتباعه أن يكونوا جهلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى