ثقافة وفن

 تأثيرات لونية مع الدكتور محمد سيد الأقرع

العزف على أوتار الألوان

 تأثيرات لونية مع الدكتور محمد سيد الأقرع

كتبت / منى منصور

فى دار الاوبرا دار الاوبرا صالة زياد بكير وخاصة قاعة الموسيقى عرف الفنان محمد السيد لحنا من نوع فريد تصارعت فيه الألوان فى إداء فنى رائع لتعبر عن رؤية فنية جديدة ورائعة للفنان محمد السيد الذى دمج خبراته المعرفية بالألوان والمكتسبة فى تنظيم عملية رؤيته التشكيلية والإبداعية من خلال سيكولوجية نظرية الجشتالت

 لتتضمن أبعاد ميتافيزيقية يكون لها صدى كبير وبصيرة جمالية يدركها المتلقى والمشاهد من خلال إستخدام الألوان وعمل إزاحة لبعض الأجزاء على سطح اللوحة ، لتجسيد رؤيته وفلسفته التشكيلية، كما تشكيل أنماط إيقاعية تبدو وكأنها متداخلة تاره ومتقاطعة تارة أخرى بأسلوب يتخطى حدود الواقع إلى عوالم ميتافيزيقية مثيرة ومدهشة، فالفنان محمد يغلف تكويناته بالعلاقات اللونية ويدعمها الخيال والميتافيزيقية والتي تحمل فى طياتها دلالات ومعاني تدعو المشاهد إلى تأملها وقراءتها، لمعرفة فلسفته التعبيرية لمنح الألوان فرصة متسعة للتحاور والتعبير بأسلوب التداخل والتسييل لتنشأ لغة إبداعية جديدة ومبتكرة كما عبرت البروفسور الأستاذة الدكتورة علا يوسف عن الرؤية الفنية للفنان محمد السيد

تأثيرات لونية
تأثيرات لونية

وأضافت أن الأنفتاح على فنون العالم بهدف إستخلاص رؤى جمالية وفلسفية مفاهيمية جديدة إعتمدت على النظريات العلمية المعاصرة للون وتطبيقاته وتوظيفه من خلال مداخل تجريبية وتقنية باستحضار تلك الدلالات المفاهيمية في طرق المعالجات التشكيلية، لمحاولة الوصول إلى استراتيجية لتوظيف هذه الدلالات المفاهيمية المعاصرة.

فالفنان الدكتورمحمد السيد يتناول الألوان فى هذا الطرح، من اجل فهم ماهية الالوان وكيفية تطبيقها فى عملية الأنعكاس والأنتشار لاطوال الموجات الطيفية للون مع بعضها البعض فى التكوين داخل العمل الفني، والعلاقات التشكیلیة للألوان عند الفنان ھي علاقات متعلقة بقیمة اللون وشدته وتشبعه ونقائه وصفائه، مما یؤثر في الخبرة الجمالیة ودینامیكیة الألوان التي یستخدمھا ، حیث یعتبر اللون وخصائصه من أكثر العناصر تحقیقا للعدید من الأنماط الحركیة ذات التباینات التأثیریة المتذبذبة للإیقاعات بین السرعة والسكون والإیھام بالحركة، فاللون یعتمد على تنوع درجات النصوع اللوني الواحد وتنوع الحجوم والمساحات والتدرج في كثافة اللون وشدته ، حیث تبدو الألوان الحارة وكأنھا تتقدم إلى الأمام والألوان الباردة ترتد إلى الخلف، ومن ھنا توحى ھذه الألوان بالحركة ، وكذلك في التضاد بین لونین ومتقاربین في التأثیر اللوني حیث نرى الحركة بالتعاقب الى الخلف والى الامام ، وان استخدام التدرج اللوني على الاوجه المسطحة ھو أحد الطرق لتحقیق الأيهام بالحركة أى وجود مسافات انتقالیة أو تدرج انتقالي ملائم حیث یمكن ان یكون الانتقال التدریجي عبر منطقة ظلال وھذا ما يوحي بالحركة.

وجاءت كلمة الدكتور عادل عبد الرحمن معبرة عن قوة الفنان التعبيرية عن فنه حيث صرح

إن لوحات الفنان ” محمد السيد ” تبوح بأسرارها اللونية و المتأمل للعلاقات اللونية في الطبيعة – التي تعد المصدر الرئيسي الذي لا ينضب لاستخلاص قيم الجمال في الكون- يكتشف أنها عالم من الإعجاز الإلهي والإبداع المطلق الذي لا حدود له ، وقد عكف الفلاسفة والعلماء منذ العصور الأولى وحتى يومنا هذا على كشف خبايا وأسرار الألوان ؛ ووضعوا النظريات العلمية والنماذج الوصفية لها، وفى رحلة التأمل والبحث والدراسة والتجريب في عالم الألوان؛ في خضم هذا السحر المفعم بالغموض والإثارة والخيال والأسرار يرتحل بنا الفنان ” محمد السيد ” من خلال تجربته الإبداعية المتميزة، التي سعى فيها إلى سبر أغوار اللون كعنصر أساسي وثرى للتعبير عن أفكاره ومشاعره وقضايا الإنسان التي تشغله؛ في لوحات فنية ذات طابع تجريدي تعبيري خاص وفريد، ولا شك أن دراسة الفنان الأكاديمية والعلمية كان لها عظيم الأثر في تميز أسلوبه ونضوج قدراته، مما ساعده في فكرة توظيفه للون بوعي وإحساس مرهف، بما يؤكد ما ينطوي عليه من معاني رمزية وإيحاءات تعبيرية؛ وما يحدثه في النفس البشرية من تأثير .

 و إن لغة الألوان تعد أكثر بلاغة من لغات التعبير البصري الأخرى، فلكل لون بل ولكل درجة دلالة، وهذه الدلالات تحتاج إلى علم وثقافة ووعى وممارسة لفك رموزها، وليس بالضرورة أن تتشابه هذه الدلالات أو أن يكون لها قاموساً محدداً يمكن حفظه عن ظهر قلب ثم يتم تطبيقه، لكن لكل فنان فرادته ومفرداته وأسلوبه الخاص، ولكل فنان طريقته في التعامل مع الألوان وصياغتها جمالياً وتعبيرياً ، حتى جمهور المتلقين تختلف ثقافتهم وتجاربهم الحياتية تجاه اللون، كذلك تختلف قدراتهم على فك رموز الألوان، وإدراك ما تنطوي عليه من مغازى و معانى.

   الألوان في لوحات الفنان الدكتور ” محمد السيد ” تمثل نوعاً من العزف عل أوتار اللون، والولوج إلى أسراره وكشف مفاتيح استخدامه في التعبير وتحقيق التواصل مع المحيطين بما يؤثر دراميا في وجدان المشاهد، إنه نوع من الفكر الصوفى المتجرد من التفاصيل والمادة، رغم وجود بعض التلميحات أو الإيحاءات بوجود عناصر كالبحار والأنهار والسماء والجبال والورود والمنازل، حيث تجرد الفنان من فكرة نقل الطبيعة كما هي؛ بهيئتها المتعارف عليها، واستخلص منها النظم الإنشائية والعلاقات البصرية والإيقاعات بين العناصر والمفاهيم اللونية كذلك، لتبوح لوحاته ببعض أسرارها، وتقدم للمشاهد تواترات إيقاعية تتداخل فيها الألوان بلمسات فرشاته اتسمت بالتعبير الحر المباشر والجرىء، كذلك باستخدام تقنية ( التسييل ) وتقنيات أخرى بأدوات مختلفة، لتتداخل الألوان وتتلاقى وتمتزج مع بعضها البعض في علاقات جدلية موحية ومؤثرة، لتروى لنا قصصاً وحكايات من حياة الفنان وأفكاره ومشاعره؛ بلا شخوص، وبلا ملامح.

وعبر الأستاذ الدكتور محمد رشاد عن زيارته للمعرض بكلمات تلخص الأساليب اللونية للفنان محمد السيد

قائلا نحن نحيا فى عالم ملون ملييءبالألوان شمسه الصفراء الدافئه كواكبه، ونجومه اللامعه سمائه الزرقاء الصافية، والسحب البيضاء، والرمادية أشجاره ،ونباتاته،والأزهار، فى تنوعها اللونى الغير محدودتأمل وقت الأصيل بشمسه الذهبية التى تتخلل إشاعتها الوان السحب والسماء فتزيدها انسجام.

قولة تعالى (الم تر أن الله أنزل من السماء ماءفاخرجنابه ثمرات مختلف ألوانها ومن الجبال جددبيض وحمرمختلف ألوانها وغربيب سود(27) ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشي الله من عباده العلماءإن الله عزيز غفور.(28)سورة فاطر.

نحن لانرى الوانا فقط باعيننا بل نراها بعقولنا، ومشاعرنا، وخيالنا ،ان الألوان فى مظهرها ،ومعانيها ،ومدلولاتها مترسبة فى خبرتناالمرئيه، والحياتية ،والنفسية فى خيالنا، ونفعالاتنا .فى هذا المعرض يقدم الفنان محمد الأقرع مجموعه من الأعمال الفنية الملونة تذكرنا بالأتجاهات التأثيريه، والأنطباعية حيث استعرض عدة أساليب متنوعة منها اسلوب التنقيط ،والملامس اللونية ،ومنها اسلوب جرات، وضربات الفرشاة فى الملامس الخطية الملونه، وغيرها، وغيرها.

،والأعمال فى تنوع أساليبها، وتقنيتها ،والوانها فهى الى جانب التعبير خبرة الفنان الفنيه، والتقنية إنما هى تعبر كذالك بقوة عن وجهة نظره، وخبرته المرئيه، والأنفعالية فى حياتنا المعاصره المزدحمه المتشابكه.

والفنان محمد السيد الأقرع من مواليد محافظة الجيزة مركز البدرشين تخرج فى كلية التربية الفنية جامعة حلوان عام ٢٠٠٩م

حاصل على درجة الدكتوراة فى التربية الفنية تخصص تصميمات زخرفية ويعمل موظفا فى أكبر صرح دينى بالعالم العربى الأزهر
الذى خرج عباقرة الفكر الإسلامى
وفى جولتى فى معرض الفنان محمد السيد الأقرع وقعت فريسة للصراعات التى قامت فى الألون فى عزف منفرد لفرشاة الفنان التى مزجت وعالجت وطوعت الكتلة اللونية لتعبر فعلا عن رؤية فنية مفعمة بالطاقات المختلفة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى