
تباريحُ هجرٍ
بقلم. الشاعر أحمد الحسن
من مُرِّ صبرٍ قد ذهبتُ لمَن نأَوْا
عنّي ولقياهُمْ غدا إمّا وأَوْ
أحنو لمَن طافتْ كؤوسُ خيالهِم
في مقلتي واحدَودَبتْ قهرًا، ولَوْ!
رقَّتْ قلوبٌ ماهراتٌ في الجفا
ما ماتَ في عينِ الشجيِّ بصيصُ ضَوْ
في حبِّهم حولي وقد لفُّوا الأسى
حبلَ النوى، ماذا عليهم لو دعَوْا؟
سجَّانَ روحٍ كي يفكَّ قيودَها
لكنَّهم! آياتِ حرماني تلَوْا
كم كانَ في جوِّ الصَّفاءِ هزارُهم
يشدو! ولكنْ بُعدُهمْ لم يبقِ جَوْ
فبقيتُ وحدي والخيالُ مرافقي
تأبى المآنسُ أن تميسَ كما أبَوْا
خاطبتُهم: أوَ ما سمعتمْ أنَّتي؟
ها قدْ نسيتُ بأنّهم نحبي قضَوْا
أوَ تُسمِعُ الصَّمَ التَّرجّي والبكا؟
إذْ “لا حياةَ لمَن تنادي” ما وعَوْا
خذْ ما تبقَّى إنْ تبقَّى فيكَ شَيْ
فلعلَّ، هلْ، وعسى، وليتَ، أيا، ولَوْ
دُفِنوا، ودائي في هواهمْ مُفترى
أمشي وخطبي مضمرٌ كيًّا وسَوْ..