مقالات

تعميق التعاون المالي لدفع تنمية متزامنة بين الصين والدول العربية

تعميق التعاون المالي لدفع تنمية متزامنة بين الصين والدول العربية

تعميق التعاون المالي لدفع تنمية متزامنة بين الصين والدول العربية

كتب . نور يانغ إعلامي صيني

يعدّ التداول المالي جزءًا رئيسياً من البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، كما أنه يمثل حلقة مهمة لمشاركة الصين في الاقتصاد العالمي، حيث يلعب المفهوم الصيني للمنفعة المتبادلة والكسب المشترك دورًا إيجابيًا في تعددية النظام المالي الدولي.

قد اقترح الجانب الصيني في حفل الافتتاح للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، مبادرة “السعي لتحقيق التعاون المالي والتعاون في التكنولوجيا المتقدمة”. وفي السنوات الأخيرة، أطلقت الصين عددًا من التدابير الجديدة المتعلقة بتعزيز التعاون المالي مع الدول العربية، مما يوفر دعمًا جديدًا لتعزيز التعاون الصيني العربي في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار وتحقيق التنمية المشتركة للجانبين.

أطلقت البنوك المركزية في الصين والدول العربية منذ فترة طويلة تعاونًا في تبادل العملات المحلية الثنائية وتخليص الرنمينبي الصيني(RMB)وتعزيز التبديل المباشر للعملة المحلية وتصفيتها، حيث يلعب دورًا يجابيًا في تسهيل التجارة والاستثمار والحفاظ على استقرار النظام المالي بين الطرفين.

في وقت مبكر من عام 2016، وقّع بنك الشعب الصيني اتفاقية صرف عملات محلية ثنائية مع البنك المركزي المصري بمقدار 18 مليار يوان صيني/47 مليار جنيه مصري، وفي عام 2023، جددت الصين والإمارات العربية المتحدة “اتفاقية تبادل العملات المحلية الثنائية”، حيث بلغ حجم التبادل 35 مليار يوان/18 مليار درهم إماراتي، وفي العام نفسه، وقّع بنك الشعب الصيني والبنك المركزي السعودي اتفاقية تبادل العملات المحلية الثنائية بمقدار 50 مليار يوان/26 مليار ريال. بالإضافة إلى ذلك، تعزز وبقوة البنوك الصينية التبادلات المالية والاقتصادية والتجارية مع مصر والمغرب وقطر والجزائر وغيرها من الدول العربية من خلال تمويل المشاريع والتمويل الموازي والتمويل التجاري، وتناقش معهم مساحة التعاون في مشاريع تصفية العملات المحلية وقروض الرنمينبي الصيني واستخدام العملات الرقمية.

تدعم الصين دائمًا المؤسسات المالية لتعميق التعاون مع الدول العربية في مجالات البنية التحتية مثل السكك الحديدية والطرق السريعة والموانئ والطيران والكهرباء والاتصالات وغيرها، وتوسع تدريجياً نطاق تشغيل المشاريع وتعاونها للمساعدة في تحسين مستوى البنية التحتية في الدول العربية.

أكمل بنك التنمية الوطني الصيني الإمدادات الكاملة للقروض البالغ قيمتها 970 مليون دولار أمريكي مع البنك المركزي المصري في أكتوبر من عام 2023. إلى نهاية الربع الثالث من العام نفسه، أمد البنك ما مجموعه أكثر من 6.48 مليار دولار أمريكي في مصر، مع التركيز على دعم القروض الخاصة التي يقدمها البنك المركزي المصري والبنك الوطني المصري للشركات الصغيرة والمتوسطة وبنية خطوط النقل المحلي ومنطقة التعاون الصيني المصري للاقتصاد والتجارة وغيرها من المشاريع.

أما في أبو ظبي، فمحطة كوسكو أبوظبي للحاويات التي أقامتها شركة كوسكو للشحن ومكتب شؤون الموانئ المحلية برعاية صندوق طريق الحرير، قد أنشأت اتصالًا مباشرًا مع 65 ميناءًا في العالم منذ افتتاحها في عام 2018، وتجاوزت حجم استيعاب الحاويات مليون حاوية نمطية في عام 2022.

في الوقت الحاضر، تعزز الدول العربية تحول الطاقة بقوة وتطوير التصنيع والتكنولوجيا و”الإنترنت+”. فتستكشف الصين والدول العربية بشكل مستمر التعاون المالي في مجالات مبتكرة مثل الطاقة الجديدة والاقتصاد الرقمي.

في الآونة الأخيرة، أصدر البنك الصناعي والتجاري الصيني بنجاح السندات الخضراء “الحزام والطريق” في بورصة ناسداك دبي، حيث شمل ثلاث عملات، وهي: الدولار الأمريكي واليورو والرنمينبي في الخارج(Offshore RMB)، 4 سندات بمقياس إجمالي للإصدار 2.03 مليار دولار أمريكي، بينما يخطط البنك لإصدار مليار دولار أخرى في السنوات الثلاث المقبلة لدعم التعاون في المجالات ذات الصلة مثل الحفاظ على الطاقة وحماية البيئة والطاقة النظيفة وغيرها.

يعد تعميق التعاون المالي بين الصين والدول العربية إنجازًا مهمًا لتنفيذ التعاون الشامل بين الجانبين، والذي يجسد الثقة العالية في كلا الطرفين والرغبة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، مما يوفر المزيد من فرص العاون الفعلى بينهما، كما أنه يساعد على جعل الحوكمة المالية العالمية في جميع أنحاء العالم أكثر توازناً وتنوعًا. تطلعًا إلى المستقبل، ستواصل الصين العمل مع الدول العربية من خلال سياستها المالية المستقرة والمفتوحة، بمساعدة المزايا التكميلية الاقتصادية، والسعي لتحقيق تركيز التنمية الاستراتيجي وتعزيز التطور المشترك، من أجل تقديم إسهامات أكبر في توجيه إنشاء النمط الاقتصادي الصحي للعالم وتشكيل مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي في العصر الجديد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى