شعر و ادب

تمثال الرخام

تمثال الرخام

تمثال الرخام

بقلم. محمد خير الهواري

هناك خلفَ دفاترِ طفلٍ قديمة
تحت صرخات الليالي المعتمة
وبين المشاهد التي تحكي
في قديم الزمان
عن تراقص حمامةٍ وشيطان
لا أحد هنا
لا صوت لا صدا
لا أحد هنا
سواي
أو ما تبقى من سواي
وما تبقى منك
من صورٍ وتماثيل طينية
أرى رسومك تدنوا مني قليلاً
لتبتعدَ
آلافاً من الخطوات الموحشة
أنا ربما مثلك
أحاول الأقتراب خطوةً
من ملامح وجهك الضائعة
ولكن رمال طينك متحركة
ما تلبث إلا أن تسحبني بعيداً
لتضعني أمام نيرانك العبثية
برهةً
أو أكثر من اللابرهة
وأقرب من اللاخطوة
أتنقل بين جمراتِ ثغرك
وبين مراياك المكسرة
أحاول أن أعثر على وجهك
بين الآلاف من الأقنعة
لكن أقنعتك ممزقة
تتساقط .. تتلاشى
تتلون .. تتجمع
لتعودُ لتدفن
شتاتَ وجهِكَ القديم
في جسم المقبرة
أحمل فرشاتي وألواني
لألون صورك المهترية
أعطرها بزهورك النرجسية
المفضلة
التي تنبت من ضلوعٍ فرعونية
لكن كحل ليلك أقوى
ينازع ألواني عن ألوانها
لتضيع الألوان
في ثنايا تمثالٍ من رخام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى