مقالات

جريمة تهز ضمير وطن

جريمة تهز ضمير وطن

بقلم : حماده عبد الجليل خشبه

تعود أحداث القصة منذ عام تقريبا ، وما فتحها اليوم هو إعلان النطق بالحكم غدا على المتهم ،
نروي بعض تفاصيل القصة الحقيقة في إحدى القرى الهادئة، حيث يفترض أن تسكن الطمأنينة، وتُروى حكايات الطفولة في أمان، وقعت جريمة تفوق الخيال بطلها طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره. الطفل “ياسين” الذي كان لا يرى في العالم سوى ملعب واسع لضحكاته وأحلامه الصغيرة، تحوّل بين ليلة وضحاها إلى ضحية لجريمة تمزق القلب.

لم يكن الجاني شاباً طائشاً أو مجرمًا معتادًا، بل كان رجلًا في الثمانين من عمره… نعم، ثمانون عامًا رجل كان من المفترض أن يحمل في ملامحه الحكمة، وفي قلبه الرحمة، لكن داخله كان يحمل شيئًا آخر شيطانًا مريضًا لم يعرف للرحمة طريقًا.

استدرج الطفل ياسين إلى أحد السيارات المهجورة ، وهناك تجرد من آخر ذرة إنسانية داخله، وارتكب جريمة الاغتصاب. اغتصب براءة طفل، كسر كيانه، تركه ممزق النفس والجسد، تائه الروح، لا يفهم ماذا حدث ولا لماذا.

قصة ياسين ليست فقط جريمة اغتصاب، بل جريمة في حق الطفولة، في حق الأبوة، في حق كل من ظن أن كبار السن رمز للأمان والطمأنينة. لم يكن ياسين وحده من تألم، بل أسرته كلها، وخاصة والده الذي رفض بكل شجاعة أن يبيع كرامة ابنه ودموعه مقابل “وزنه ذهب”، كما عرض عليه الجاني وأعوانه.

تخيل أن يعرضوا الذهب لشراء الصمت… أن تتحول المأساة إلى صفقة، والوجع إلى فرصة للمساومة. لكن والد ياسين كان على قدر الموقف، وقال كلمته: “ابني مش للبيع”.

القضية اليوم أمام القضاء، وغدًا تصدر الكلمة الفاصلة. لكن الألم سيبقى في ذاكرة ياسين طويلًا. كل ما نرجوه أن يكون الحكم رادعًا، قويًا، صادمًا لكل من تسوّل له نفسه المساس ببراءة الأطفال، أو أن يعتقد أن المال يمكنه أن يشتري الضمير.

هذه ليست مجرد قضية فردية، بل هي قضية مجتمع بأكمله، يجب أن نرفع فيها صوتنا عاليًا:
لا صمت بعد اليوم… لا غفران للجناة… والعدالة هي الطريق الوحيد لشفاء ياسين وأمثاله.
ينتظر رواد التواصل الاجتماعى سواء مسلم أو مسيحى قرار المحكمة ونقول جميعا أن مصر بلد للعدل والأمن والآمان وليس للفتن الطائفية مكان بين المصريين

حفظ الله مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى