حجاج عبدالصمد يكتب : في ذكرى مولد .. خير البرية

حجاج عبدالصمد يكتب : في ذكرى مولد .. خير البرية
بقلم : حجاج عبد الصمد
تهتز ملايين القلوب في ذكرى مولد رسولنا “الأمين” محمد (صلى الله عليه وسلم) ,الذي يتردد اسمه في مطلع كل يوم عندما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود , حيث يرتفع صوت المؤذن بالنداء الخالد وهو يقر الشهادة بالله وبرسوله الكريم ويتكرر عند الظهر ..ثم العصر .. والمغرب .. فالعشاء .. يذكر اسم رسولنا الكريم في خشوع وحب , بل بعشق الحبيب المصطفى انه محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) , الذي لم تمضي 150 سنة من دعوته للإسلام حتى وصل الإسلام إلى الأندلس في غرب أوروبا وإلى الهند والتركستان والصين في شرق آسيا ومن قبلهم مصر وبرقة وتونس والجزائر ومراكش والقسطنطينية والبلقان وبولونيا .. انه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
أنه أول رسول بعثه الله للناس كافة لم يبعثه إلى قومه فقط من هنا جاءت معجزة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم ) معجزة ” عقلية – إنسانية” , لا يستطيع الإنس والجن الإتيان بمثلها , هذه المعجزة العظيمة وهي القرآن .. فهي المعجزة التي يقرها العقل وهي القريبة إلى القلوب والعقول .انه الحجة العظيمة البالغة والدليل اليقين والاقتناع الحقيقي الصادق , القوي الحجة والبرهان .. انه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوحاه الله ,والذي أرشدنا وقادنا إلى نور الحق .. نور الله محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
وقال علماء اللغة إن اسم محمد هو اسم جامع لصفات الخير .. وكان والده عبدالله قد توفي وعمره 25 عاماً .. قبل حلول شهر من مولد الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) .. وترك ثروة تقدر بخمسة جمال وعدد من الغنم .
قالت السيدة عائشة وما قالته السيدة خديجة رضي الله عنهما .. بعد نزول الوحي أبشر فوالله لا يخذيك الله أبداً ” إنك لتصل الرحم .. وتمل الكل وتكسب المعدوم وتكرم الضيف , وتعين على الحق ” ولما اختلفت قريش وفي بناء الكعبة وتحاربت فيمن يضع الحجر الأسود .. فحكموا أول داخل عليهم .. فإذا بمحمد (صلى الله عليه وسلم ) دخل إليهم ,كان هذا قبل نبوته فقال : هذا محمد هذا الأمين قد رضينا بحكمه .. إن قريشا كانت تودع أماناتها لدى الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأمانته وعندما هاجر إلى المدينة تركها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ليردها لأصحابها .
سأل الأخنس بن شريق أبا جهل يوم بدر أخبرني عن محمد .صادق أم كذاب فقال أبو جهل والله ان محمدا لصادق وما كذب محمد قط وعندما سأل هرقل أبا سفيان قبل إسلامه عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما يقوله ؟ قال : لا وقالت عائشة : توفي النبي (صلى الله عليه وسلم ) ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من الشعير وقال عمر بن الحارث : ما ترك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة .. إلا بغلته التي كان يركبها وسلاحه وأرضا جعلها صدقة لابن السبيل قبل وفاته , وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها .ما شبع آل محمد (صلى الله عليه وسلم ) من طعام ثلاثة أيام متتالية .. حتى وفاته .
كان للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) : القاسم ومات بعد سنتين .. وعبدالله مات صغيراً أيضا .. وله 4 بنات وجميع أولاده من خديجة .. الذكور والبنات .. أما البنات فهن : ” زينب وتزوجها العاص بن ربيع – ورقية : تزوجها عثمان ابن عفان – وأم كلثوم : وتزوجها عثمان ابن عفان بعد وفاة رقية – وفاطمة زوجة على بن أبي طالب ” .
ما أعظمك يا رسول الله ( صلى الله عليك وسلم ) حين تطلب الهداية لمن عذبوك وعذبوا أتباعك .. ان فترة بداية دعوة الرسول الأمين (صلى الله عليه وسلم ) للإنسان كانت من أشد ما عرف التاريخ في كل العصور من قوة أصحاب دعوة وتمسكهم بدعوتهم بالرغم مما لاقوه من عذاب وقسوة إنهم لم يكونوا طلاب مال ولا جاه .. بل كانوا طلاب حق وإيمان ويقين بالله وبرسوله , كان الأذى يصيب الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .. والشعراء يسبونه وكانوا يرجون قتله , حيث يتعرض عليه الصلاة والسلام للقتل عند الكعبة .. وكان منزلة يتعرض للرجم بالحجارة .. والأوساخ تلقى على ظهره الشريف .. ولا يزيد ذلك إلا ايماناً وتمسكاً بالدعوة .. هذه قوة الإيمان وعظمة اليقين بهذا الدين وبهذا النور الذي ملأ القلوب .. انه ” محمد ” رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .