حينما تتوقف الحياة عند محطة واحدة..

حينما تتوقف الحياة عند محطة واحدة…
ربيعة بوزناد
إنه لأمر غريب أن نتمسك بالأشياء التي حدثت في الماضي ، في حين لازلنا ننتظر ما يخبئه مجهول ما يأتي من أيام…
قاومت الأعاصير التي وجدتها في طريقها ، منذ اليوم الذي جاء زوار الفجر لاعتقال زوجها .. مدة سجنية طويلة تلك التي حكم بها ..كان واجب عليها أن تقف في ذلك المعترك وحدها ، دون عكاز أو دروع بشرية ، تتلقى عنها الضربات ، حين رزقت بابنتها زهرة بعد أن اعتقل زوجها عمر بشهرين ، أدركت أن محنتها لا تقل عن محنة زوجها ، عليها الآن أن تبدأ رحلة جديدة …رحلة قد تسرق سنوات شبابها دون أن تمنحها الأمان ..
كانت زهرة طوق النجاة الذي تمسكت به كي تخرج من دوامة الألم والحزن ومصدر قوتها وسندها في الحياة ..
ها هي تنتظره بعد أربعة وعشرين عاما ليفرج عنه ، تنتظره كي يشاركها فرحة تخرج مهجة قلبه ، ابنته الوحيدة من كلية الهندسة ..
قبل يوم واحد من إتمام إجراءات الخروج ، تتوصل سمية برسالة من إدارة السجن تخبرها بوفاة زوجها جراء إصابته بسكتة قلبية مفاجئة ..اعتقدت أنها مجرد محاولة لإغاضتها ، إلى أن توصلت بالخبر اليقين من أحد المحامين .
لبثت تنتظره أياما ، شهورا ثم سنوات .. لكنه لم يعد قط .. ولن يعود أبدا ..أبدا .
ربيعة بوزناد