
خداع الارقام
أتمنى ان تكون بطولة أمم إفريقيا المقامة حاليا في كوت ديڤوار نهاية مرحلة خداع الارقام ولعبة الاحتمالات القائمة على التاريخ.
أعترف اولا أنها بطولة غريبة في نتائجها
فلأول مرة لا تصل اي من رؤوس المجموعات بخلاف صاحبة الأرض إلى دور الثمانية.
لأول مرة لا يوجد فريق عربي ضمن الثمانية الكبار.
لأول مره منذ عام ١٩٩٢ لاتحقق مصر أي فوز بالبطولة.
الفرق الثمانية التي وصلت لم تقدم مستويات كبيرة في دور المجموعات ربما بخلاف نيچيريا والراس الاخضر، كل هذا ينسف تماما فكرة الارقام والتاريخ، المنافسة أصبحت بين منتخبات متقاربة المستوى وكل الاحتمالات واردة لأن المنافسة تحسمها فروق طفيفة. فرصة تضيع هنا وتدخل هناك. خطأ ساذج هنا وخطأ آخر هناك . توفيق حارس. قلشه غير متوقعة. فلو أحرز محمود حماده الهدف لأصبح بطلا قوميا لكنه افلتها فأصبح مادة للسخرية. ولو سجل ابو جبل وسدد حارس الكونجو الديمقراطية في العارضة لانقلبت الصورة. هي فروق بسيطة. لكن نحن بيدنا الذي جعلناها بسيطة وادخلنا أنفسنا في لعبة الاحتمالات . هم تطوروا ونحن انتظرناهم بل تراجعنا لنستقبلهم في منتصف الطريق.
البطولة ليست نهاية جيل فحسب بل نهاية نوع من الفكر قائم على الاحصاءات وبداية مرحلة جديدة قائمة على التحليل.الواقعى وقراءة الواقع الذي يقول ان افريقيا بها ثلاثين منتخبا متقاربي المستوى، وتصفيات كاس العالم وبطولة الأمم القادمة في المغرب لا تحتمل توقعات أو إحصاءات.