Uncategorized
د حسين عبدالبصير يكتب : سحر وتاريخ الإسكندرية

د حسين عبدالبصير يكتب : سحر وتاريخ الإسكندرية
المدينة الساحرةعروس البحرحقاً أذهلني جمالها بزيارتي الثقافية لمصر 2017 كلّ شيء يُدهش الرائي .. جميع معالمها التاريخية قلعة قايتاي ، مزاراتها الدينية التي تطمئن فيها الروح بالسكينة ، ساحلها ومراكبها ،مكتبة الإسكندرية ومحتوياتها المذهلة من كل المصنافات وجودة القاعات
وقد أهديتهم بعض ماتبقى من مؤلفاتي بعد توقيعها بعدة منتديات وفضائية النيل الثقافيةوإذاعة العرب ، حديقتها الفائقة الجمال الباذخة من قرن ٍ ومقر الملك . تغنى بمدينة الإسكندرية معظم الشعراء ،ومثلت فيها الأفلام السينمائية ،وقدمت العروض المسرحية ..
مدينة التاريخ والأدب فيها عشرات المبدعات ومن الأدباء البارعين والأكاديميين العلماء الذين لهم بصمة عربية وعالمية ..في كتابه الجميل الثر بالمعلومات والتفاصيل المحتشد بالصور والخرائط قدم عالم الآثار والروائي الدكتور حسين عبد البصير سحر إسكندرية الإسكندر والياهو ومرقس وأبو العباس ب408 صفحة ..
لقد فصل في كتابه القيّم كل المراحل التي مرت بها المدينة الخالدة ب6 أبواب يتخللها المباحث بنقاط تفصيلية تُغني المعلومات بشمولية وتفصيلية وسردية روائية إتسمت لغته بالجمال .. كما بالباب الأول من ص 17-77 ليشمل الإسكندرية قبل الإسكندرالأكبر ،سيرة الإسكندر الأكبر ، الإسكندر الأكبر يحتل مصر،
الإسكندر الأكبر يؤسس الإسكندرية ،البطالمة في مصر وأحوالهم ثم يعرج على موضوعات تاريخية حول يوليوس قيصر، مارك أنطونيو، الرومان يحتلون مصر ،من الرومان الى الآن فيما ركز بالباب الثاني على أرسنوي الثانية ،برينيكي الثانية، كيلوباترا الثانية والثالثة والسابعة .. الباب الأول تحت عنوان الإسكندرية ابنة التاريخ،
والثاني عن الملكات السكندريات البطلميات الجميلات، والباب عن آثار الإسكندرية الساحرة، والباب الرابع عن متاحف الإسكندرية الجميلة، والباب الخامس عن الإسكندرية حاضنة اليهودية والمسيحية والإسلام، والباب السادس عن مكتبة الإسكندرية درة التاج ومتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية. بدأبتسليط الضوء على سيرة الإسكندر الأكبر، وتأسيسه المدينة، مروراً بعصر البطالمة والرومان،
ومراحل قوتهما وضعفهما في مصر، ويلفت الانتباه إلى الملكات السكندريات البطلميات الجميلات، على غرار أرسنوي الثانية وبِرينيكي الثانية وكليوباترا الثانية وكليوباترا الثالثة وكليوباترا السابعة. كما يتطرق إلى لغز مقبرة الإسكندر الأكبر التي تشغل العالم، وغيرها من المواقع الأثرية الموجودة حتى الآن في المدينة،
مثل جبانات الإسكندرية القديمة، والسيرابيوم، وعمود السواري، وكوم الشقافة، ومسرح كوم الدكة، وفيلا الطيور، وحمامات إسكندرية، والآثار الغارقة، وقلعة قايتباي، وحتى المتحف اليوناني الروماني الذي تستعد السلطات المصرية لافتتاحه خلال الشهور المقبلة بعد مشروع ترميمه وتطويره، ومتحف المجوهرات الملكية، ومتحف الإسكندرية القومي، ومتحف الفنون الجميلة، ومتحف كفافيس
.أكد المؤلف في ص 19 : ((….وكانت مصر في تلك العصور من الإسكندر الأكبر إلى العصر الروماني ذات وجود حضاري حي يتفاعل حينا مع الحضارات والثقافات الوافدة من الجانب الآخر من البحر المتوسط….))
يستمر الآثاري العلامة حسين عبد البصير بأبواب الكتاب ليغنيها بالثراء المعلوماتي ..يؤكد على : (الإسكندرية هي بنت الإسكندر الأكبر، ومجد البطالمة، وعشق كليوباترا، وابنة التاريخ، ومبدعة الحضارة، وأرض التسامح والتعايش بين كل الثقافات والحضارات والأديان، هي سيدة العالم ومجد الدنيا وسحر العالم. مهد الثقافة والحضارة والآثار والتراث والإبداع، ومدينة المدن منذ أقدم الأزمان وإلى الآن. عروس المدن وهي تشمخ على البحر كأسد يربض بعنفوان
حيث يؤكد المؤلف :”الإسكندرية هي بنت الإسكندر الأكبر، ومجد البطالمة، وعشق كليوباترا، وابنة التاريخ، ومبدعة الحضارة، وأرض التسامح والتعايش بين كل الثقافات والحضارات والأديان، ومدينة المدن منذ أقدم الأزمان وإلى الآن. الإسكندرية هي سيدة العالم القديم ومجد الدنيا وسحر العالم. الإسكندرية هي الإسكندرية.
هي الإسكندرية العظيمة في الحضارة والثقافة والإبداع والتراث أيًا كان العصر التاريخي الذي مرت به؛ فالإسكندرية قديمة قدم القدم نفسه الذي اكتسب قدمه من مصر، وعظيمة عظم العظم نفسه الذي اكتسب عظمته من مصر. ومصر بعد الفراعنة هي مصر العظيمة الجميلة أيضًا دائمًا وأبدًا. ومدينة الإسكندرية هي عاصمة التاريخ ومبدعة الحضارة وصانعة المجد الأبدي لبلدنا مصر العظيمة ما بعد الفراعنة..)
لاريب إن سر تطور أي مدينة هو الموقع ،والثروة الاقتصادية ،ودور الإنسان بالعمران والبناء الحضاريّ بكل عصور مصر وبكافة العقائد والأديان بالمساجد والكنائس والأديرة المسيحية والمعابد اليهودية وقد جمّل كتابه بصورها لم يترك أي جانب من الحيوات بالإسكندرية إلا مرّ بتفاصيله ووثقه مصوراً ،فقد برّع بوصفها حين درس تاريخها بلهفة وشوق وتركيز على جميع مواطن الجمال بالإسكندرية .يذكر المؤلف عن دور الموقع البحري :
(لقد جعل ميلاد الإسكندرية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط من الإسكندرية مدينة عالمية ومتلقى الحضارات وبوتقة الثقافات شرقًا وغربًا قديمًا وحديثًا ودائمًا وأبدًا. الإسكندرية هي نبتة الجغرافيا. الإسكندرية هي ابنة التاريخ
.(
لعلّ أهمية الكتاب لجميع القراء كوصف لرحلة بأعماق التاريخ ومشاهد اليوم عبر رحلة سردية مشوقة، يتجول عالم أرّخ مقتفياً أثر اليونان والرومان، وإنجازاتهم المعمارية، والهندسية ، والتاريخية الشاهقة ،وتطوير الأداء الثقافيّ في المدينة بكل مراحلها، مروراً بالعصر الإسلامي حتى الأسرة العلوية.كما وضح بص 395:
((وفي ظني وتقديري ،أنه لاتوجد مدينة في العالم كله قد تمتعت ،وماتزال ،بما تمتعت مدينة الإسكندرية العالمية من صنع وعشق للتاريخ ،وتقدير واحترام وتحرير للمرأة ، وإنتاج آثار ،….))
ورد بسيرة المؤلف أدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية منذ نحو 5 سنوات. وخلال هذه المدة، كانت تشغلني وتجذبني هذه المدينة العريقة بتراثها الفريد التي حولها الإسكندر الأكبر من مجرد قرية عادية للصيادين في عهد الفراعنة إلى (مدينة المدن) في عصره، لتأخذ الزعامة من روما وأثينا، وتصبح إحدى أهم مدن حوض البحر المتوسط .
الدكتور الآثاري حسين عبد البصير حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الآثار المصرية القديمة، وتاريخ وآثار الشرق الأدنى القديم، في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة الأميركية، وسبق له تأليف عدد كبير من الكتب والمقالات العلمية وكتابة البحوث العميقة عن الآثار والتاريخ .جهد علمي وبحث تاريخي تفصيلي عن عروس البحر الإسكندرية.