
رحلة إلى مدينة الضوضاء
بقلم . زيد الطهراوي
أتيتكم و معي زوادتي
و حرصت على أن لا تنفد
و تجولت في المدينة متحملاً ضوضاءها و أشواكها و السكاكين
و تفرجت على النفوس التي تحقد
و صبرت الصبر الجميل
و حين ثقل الحمل فوق الكتفين و الرأس و المشاعر
و علمت انكم ستزدادون عنفاً لأنني أزداد لينا
تجردت من طيبتي
و أجبرتكم على الاقتناع بأنني لست ضعيفا
و أنني أستطيع أن اعاملكم بغلظة تزلزل الأرض و تفقد العقول
و لكنني رجعت لنفسي
و حقنت انفعالاتي
فأنا لم آت إليكم من بعيد لأحرق الأخضر و اليابس و أفرق بين اللحم و العظم
أتيتكم و في جعبتي الهدوء و الورود البيضاء و الدواء
و لن اخرج من مدينتكم
إلا حين أنشر الهدوء في النفوس و الحقول و المصانع
و أغرس الورود البيضاء في القلوب
و امنح الدواء لكل المرضى المتمددين في مستشفيات الأمل.