منوعات

رسالة إلى الصائم في أول يوم من رمضان

رسالة إلى الصائم في أول يوم من رمضان

كتب :أشرف ماهر ضلع

ها قد أقبل رمضان، يحمل إليك أيامه المباركة، ويسكب في روحك نفحاته الإيمانية، ليكون لك فرصة جديدة للسمو، ومحطة للتطهر من أعباء العام المنصرم. فأنت اليوم تبدأ رحلةً من نوع خاص، رحلة بين الصيام والقيام، بين الذكر والدعاء، بين الصبر واليقين.

أيها الصائم، ها هي الشمس تشرق عليك بنورها الجديد، تغسل قلبك من شوائب الأيام، وتدفعك إلى لحظة تأمل صادقة: ما الذي تريد أن يكون عليه رمضانك هذا العام؟ أتراه كسابقه، أم أنه سيكون خطوة نحو ذات أكثر صفاءً، وأكثر قربًا من الله؟

في هذا الشهر، الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو رياضة للروح، امتحان للصبر، ودعوة للرحمة. هو لحظة تُعلمك كيف تحس بجوع الفقراء، وكيف تدرك أن اللقمة التي بين يديك ليست مجرد طعام، بل نعمة تستحق الحمد.

لا تجعل رمضان أيامًا تمضي كغيرها، بل اجعل له بصمته في حياتك، فكن أكثر رحمة، أكثر صدقة، وأكثر حبًا. افتح قلبك للدعاء، واجعل سجودك طريقًا للسكينة، وأعطِ من وقتك لمن يحتاج إلى الكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، واليد الحانية.

وإن شعرت بالجوع، فتذكر أن وراءه فرحًا عند الإفطار، وإن أرهقك الصيام، فتذكر أن وراءه مغفرة، وإن طال نهارك، فتذكر أن ليالي رمضان لا تعوض. فاجعل من هذا الشهر نقطة تحول، محطة نور، وموعدًا مع ذاتك الحقيقية.

رمضانك مبارك، ونفحات الرحمة تحيط بك، فاغتنمها قبل أن تمضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى