زيارة الرئيس الصيني إلى أوروبا تعزز التنمية للعلاقات الصينية الأوروبية
زيارة شي جين بينغ إلى أوروبا تعزز التنمية المستقرة والدائمة للعلاقات الصينية الأوروبية

زيارة شي جين بينغ إلى أوروبا تعزز التنمية المستقرة والدائمة للعلاقات الصينية الأوروبية
بقلم ….نور يانغ إعلامي صيني
زار الرئيس الصيني شي جين بينغ فرنسا وصربيا والمجر بدعوة من زعمائها خلال الفترة ما بين 5 و10 من مايو الجاري، تعد زيارته الأولى إلى أوروبا في السنوات الخمس الماضية، وأول زيارة خارجية للرئيس الصيني في عام 2024، حيث قطع رئيس الدولة آلاف الاميال حاملًا معه محتويات مكثفة لنجاح زيارته، مما يعكس مدى اهتمام الصين بأوروبا وصدقها في العصر الجديد، كما أشارت هذه الزيارة إلى اتجاه التنمية المستقبلية للعلاقات الصينية الأوروبية.
في الوقت الحاضر، يواجه الوضع الدولي الذي تشكل بعد الحرب الباردة تحديات غير مسبوقة، حيث تفاقمت لعبة الدول الكبرى والصراعات الإقليمية، وواجه البقاء البشري والتنمية بعض العوامل غير المؤكدة. وقد أوضح الرئيس شي في التواصل مع القادة الأوروبيين والعديد من الخطب المهمة خلال زيارته مهمة الصين وأوروبا في العصر الجديد، مشيرًا إلى الاتجاه الاستراتيجي لتطوير العلاقات الصينية الأوروبية وتوضيح أهمية علاقاتهما المستقرة والصحية للعالم اليوم.
يمكن أن تكون العلاقات الصينية الأوروبية مثالًا يحتذى به بين القوى العظمى للتعايش والسلام والمساواة، حيث عانت كل من الصين وأوروبا من الحروب عبر التاريخ، فلكل منهما إيمان راسخ بالسلام والتعددية وعالم متعدد الأقطاب القائم على التشاور والمساواة. لذلك التزم الجانبان بمبادئ الثقة السياسية المتبادلة لتعزيز تطوير علاقاتهما، ويعملان بجد على تقديم إسهامات مهمة في الشؤون الدولية حتى صب الطاقة الإيجابية للحفاظ على الاستقرار في العالم المضطرب.
كما يمكن أن تكون العلاقات الصينية الأوروبية نموذجًا للمنفعة المتبادلة والتعاون المتبادل والمفتوح في الاقتصاد العالمي، حيث تعد الصين والاتحاد الأوروبي ثاني وثالث أكبر اقتصادات في العالم، ويمثل إجمالي اقتصادهما حوالي 33٪ عالميًا، وإجمالي الصادرات للسلع 31٪ منه وإجمالي الواردات 26٪ منه، وتأثير أسواقهما أمر بالغ الأهمية للاقتصاد العالمي.
تحافظ الصين وأوروبا دائمًا على عقل منفتح تجاه بعضهما البعض، ودعم قواعد التجارة الحرة وتعزيز إصلاح منظمة التجارة العالمية بشكل عادل، وتلعبا دورًا رائدًا في توجيه تطوير التجارة العالمية.
في الوقت نفسه، يتمتع اقتصاد الصين وأوروبا بتكاملية عالية، حيث تم تشغيل قطارات الشحن بين الجانبين لمدة ثلاثة عشر عامًا، بينما دخل بناء “الحزام والطريق” عامه الحادي عشر. فشكلت العلاقات التجارية والاقتصادية بين منطقة آسيا وأوروبا الآن علاقات تعاون وثيقة متمثلة في “أنت فينا ونحن فيك”. حتى نهاية مارس الماضي، تم تشغيل أكثر من 87 ألف قطار شحن بين الجانبين، ووصلت إلى أكثر من 200 مدينة في 25 دولة أوروبية. وقد شجعت رحلات قطار الشحن بين الطرفين مزيدًا من الشركات الصينية على الاستثمار وإنشاء المصانع في أوروبا وتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، مما يخلق مزيدًا من الفرص للتنمية المشتركة ويجلب فوائد هائلة لشعوب البلدين.
تتمتع الصين وأوروبا بتقاليد الصداقة الودية ومزيج من المصالح، كما أن هناك توافقات استراتيجية قائمة على المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. وقع الرئيس شي سلسلة من اتفاقيات التعاون المفتوحة والمنفعة المتبادلة خلال زيارته لأوروبا، مما يظهر بذلك عزيمة الصين الثابتة على انفتاح عالي المستوى على العالم الخارجي، نثق بأن أوروبا ستشعر أيضًا بالإشارات الودية التي تبعثها الصين وستحافظ على المسار المستقيم للتعاون والفوز المشترك
بالطبع، هناك اختلافات بين الصين وأوروبا من حيث الأيديولوجيا ومفهوم القيم، وقد لا يكون لديهم نفس الآراء حول جميع القضايا، لكنه لا يعوق التعاون والتبادل بينهما. لا توجد صراعات في المصالح الجيوسياسية بين الجنبين، بل يتشابهان في الرؤى والإيمان بتجنب تورط العالم في مواجهات جماعية، وبالتالي فإن التبادلات والتعاون المستمر بين الصين وأوروبا هو المفتاح لعدم انفصال مؤسسة الشرق والغرب، وأساس لتنمية العولمة.
إن تنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي في العصر الجديد أمر بالغ الأهمية لتقدم وتنمية المجتمع البشري بأكمله. تطلعا إلى المستقبل، ينبغي على الجانبين أن ينطلقا من مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية لتعزيز الفهم المتبادل عبر الحوار وحل الاختلافات عن طريق التعاون والقضاء على المخاطر اعتمادًا على الثقة المتبادلة، من أجل بناء الصين وأوروبا كشريكين رئيسيين في التعاون الاقتصادي والتجاري وشريكين مفضلين في التعاون التكنولوجي وشريكين موثوقين في التعاون في مجال سلاسل الإمداد والتوريد الصناعي.