زيزو… حين يصبح الصمت خيانة بقلم: [ أشرف ماهر ضلع
زيزو... حين يصبح الصمت خيانة بقلم: [ أشرف ماهر ضلع

زيزو… حين يصبح الصمت خيانة
بقلم: [ أشرف ماهر ضلع] – صدى مصر
الضجة التي صاحبت انتقال أحمد سيد زيزو إلى النادي الأهلي لم تكن مجرد انفعال رياضي، ولا كانت بسبب أهدافه أو مهاراته في الملعب، بل بسبب شعور أعمق بكثير… خذلان.
كثيرون شعروا بأن شيئًا ما كُسر لحظة الإعلان عن الصفقة، حتى أولئك الذين لا يشجعون الزمالك، ولا يعادون الأهلي. والسبب؟ أن زيزو لم يكن مجرد لاعب. بل حكاية. رمز. صفحة بيضاء وسط فوضى احتراف بلا روح.
لسنا غاضبين لأنه انتقل. بل لأننا صدّقنا حكاية لم تكن حقيقية.
1. لأننا سُرقنا من جديد
زيزو كان ذلك الاستثناء الذي نعلّق عليه أحلام الوفاء. اللاعب الذي وقّع على بياض، الذي اختار الجمهور، الذي قال – ولو ضمنيًا – “أنا ابن النادي”. وحين غادر بهذه الطريقة الصامتة، شعر الجمهور أن الحكاية أُغلقت عليه وهو لا يزال يقرأها.
2. لأننا نُدرَّب على القبح
كل شيء في حياتنا اليومية يُعلّمنا أن الأخلاق رفاهية. أن الوفاء ضعف. أن الانتماء خرافة. وزيزو، حين خضع لمنطق السوق، أسهم في تمرير هذه القاعدة القاسية: “لا شيء يستحق التمسك به، كل شيء للبيع”.
3. لأنهم أهانوا ذاكرتنا
ما مصير تلك الهتافات في المدرجات؟ صور القُبل على شعار القميص؟ دموع الفرحة بعد كل هدف؟
هل كانت مشاهد تمثيلية؟ هل كنا سُذجًا؟
الصمت الذي صاحب رحيل زيزو لم يكن احترافيًا، بل خيانة لذكريات كثيرة.
4. لأن الزمالك فقد رمزه الأخير
زيزو لم يكن لاعبًا فقط، بل كان ما تبقّى من فكرة “الرجل الذي لا يُباع”. النادي الذي خسر بطولات وأموال، كان يحتفظ ببعض الرمزية من خلال لاعبين مثله. واليوم، لم يتبقَّ شيء.
5. لأننا كنا نستحق كلمة
لا أحد يلوم لاعبًا يختار مستقبله. لكننا كنا نستحق احترامًا في طريقة الرحيل. بيان. توضيح. وداع. لا أن يُعامل الجمهور كأنه لا يُرى، وكأن الحب الذي قُدّم له لا يُستحق حتى كلمة شكر.
قد ينجح زيزو في تجربته الجديدة، وقد يسجل أهدافًا ويحتفل بالبطولات.
لكن في مكان ما، في نفس كل من صدّقه وآمن بحكايته… شيء انكسر.