مقالات

شرارة النهاية؟ الشرق الأوسط على صفيح ساخن بين طهران وتل أبيب

شرارة النهاية؟ الشرق الأوسط على صفيح ساخن بين طهران وتل أبيب

شرارة النهاية؟ الشرق الأوسط على صفيح ساخن بين طهران وتل أبيب

بقلم: محمود سعيد برغش

 

في مشهد يعيد إلى الأذهان حروبًا غيّرت وجه المنطقة، اشتعل فتيل المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، ليكسر حاجز “حروب الظل” ويجرّ الشرق الأوسط إلى مواجهة مفتوحة، قد تكون بوابة لحرب إقليمية كبرى، وربما ما هو أبعد.

 

البداية من “نطنز”.. وصدمة في طهران

 

بدأت الجولة بتكتيك إسرائيلي محسوب، عندما نفذت طائرات حربية ضربة نوعية استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، أبرزها “نطنز” و”فوردو”، إلى جانب مقار تابعة للحرس الثوري، أدّت إلى مقتل علماء ومسؤولين كبار في البرنامج النووي الإيراني.

 

الهجوم لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل رسالة سياسية مفادها: “لن نسمح بامتلاك إيران لقنبلة نووية”.

 

الرد الإيراني.. صواريخ وطائرات بدون طيار

 

لم تتأخر طهران كثيرًا. فمع بزوغ فجر اليوم التالي، أطلقت إيران عملية “الوعد الحق 3″، والتي تضمنت:

 

أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا.

 

100 طائرة مسيّرة هجومية.

 

استهداف مباشر لتل أبيب، حيفا، وقواعد عسكرية إسرائيلية.

 

 

ورغم تصدي منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية للهجمات، إلا أن العشرات من الصواريخ سقطت داخل إسرائيل، مخلفة خسائر بشرية ومادية لم تُسجّل منذ نصف قرن.

 

المنطقة تشتعل.. والجبهات تفتح واحدة تلو الأخرى

 

امتد لهيب المواجهة إلى ساحات أخرى:

 

حزب الله فتح جبهة الشمال.

 

الحوثيون استهدفوا الممرات الملاحية الإسرائيلية.

 

ضربات استهدفت قواعد أمريكية في العراق وسوريا.

 

 

فيما بدا وكأنه حرب إقليمية تتدحرج بخطى متسارعة.

 

الموقف الدولي: أمريكا تُلوّح وروسيا تُحذّر

 

واشنطن، الحليف التقليدي لتل أبيب، حركت أسطولها البحري نحو شرق المتوسط، وعلى رأسه حاملة الطائرات “أيـزنهاور”، وأعادت تزويد إسرائيل بمنظومات دفاعية متطورة.

 

وفي بيان شديد اللهجة، حذرت روسيا الولايات المتحدة من أي تدخل عسكري مباشر في الصراع، معتبرة أن ذلك سيجرّ المنطقة إلى كارثة لا تُحمد عقباها.

 

باكستان.. بين التقارب الإيراني والقلق الخليجي

 

باكستان، التي ظهرت في خلفية المشهد، أجرت لقاءات استخباراتية مع إيران، وسط تسريبات عن تنسيق عسكري محتمل. لكنها في العلن تبقي على الحياد، خشية:

 

غضب السعودية والإمارات، شركائها الاقتصاديين.

 

الإضرار بعلاقاتها مع واشنطن، الداعم العسكري الأهم.

 

الانجرار إلى صراع طائفي إقليمي قد يمتد إلى أراضيها.

 

 

الاقتصاد يهتز.. والقلق يسيطر على العالم

 

النفط يتجاوز 104 دولارات للبرميل.

 

البورصات الخليجية والإسرائيلية تتراجع بعنف.

 

شركات الشحن تعيد حساباتها في الخليج ومضيق هرمز.

 

تحذيرات دولية من ركود اقتصادي عالمي جديد إذا استمر التصعيد.

 

 

ماذا بعد؟ لا أحد يملك الإجابة

 

إيران لا تريد تدمير منشآتها النووية.

وإسرائيل لا تتحمّل حرب استنزاف طويلة.

وأمريكا لا تبحث عن مستنقع جديد في الشرق.

لكن الجميع يدور في حلقة نار لا يُعرف متى تنفجر بالكامل.

 

الكلمة الأخيرة.. للرصاصة الطائشة

 

مع تصاعد التوترات، ودخول أطراف متعددة، تزداد المخاوف من أن يُشعل خطأ واحد فتيل حرب إقليمية شاملة.

 

السؤال الذي يتردّد في كل العواصم:

هل ما نراه هو مجرد جولة جديدة في صراع قديم؟

أم أننا على أعتاب تغيير جذري في ميزان القوة بالمنطقة؟

 

الجواب لم يأتِ بعد.. لكن الصمت لم يعد خيارًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى