مقالات

شروط الحج للمرأة

شروط الحج للمرأة

تعتبر فريضة الحج حلم الملايين من المسلمين، الذين مازالوا يحلموا، ويقتصدوا من مالهم فقط من أجل رؤية الحجر الأسود، ووضع أقدامهم في مواضع مر عليها سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، ورؤية مكان له مكانة روحية، وتاريخية كبيرة للغاية في قلب كل مسلم، وسنتحدث في مقال اليوم عن واحد من أهم جوانب الحج، وهو زيارة بيت الله الحرام للنساء، وأحكام حج المرأة.

شروط الحج

هناك شروطًا للحج يجب أن تكون سارية على الرجل والأنثى، وقبل التحدث عن شروط الحج للنساء فعلينا ذكر الشروط عامة الخاصة بالحج، والتي يمكن تلخيصها على النحو التالي:
× الوجوب والصحة
أي أن يستوجب على الحاج أن يكون مسلمًا، وأن يكون الشخص عاقلًا، ولكن لم يشترط البلوغ في الحج، كما حدثنا الحديث الذي رواه جابر بن عبدالله رضي الله:” أن امرأة رفعت صبيًا لها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله الهذا حج، قال: نعم ولكِ أجر”.
والجدير بالذكر أن في هذه المسألة، اتفق العلماء على أن سيكون على هذا الطفل وجوب حج الفريضة نظرًا لأدائه حجة ليست واجبة عليه.
× وجوب الاستطاعة
تعد القدرة والاستطاعة شرطًا أساسيًا للحج، لقوله تعالى:” وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” صدق الله العظيم (سورة آل عمران – آية 97)، والاستطاعة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأولى: الاستطاعة المالية وهي أن يكون الحاج مالكًا لزاده ونفقة الرحلة، وأن تكون تلك الأموال زائدة عن حاجة بيته، فلا يصح أن يكون مديونًا، أو أن يستخدم أموال حاجته الأساسية.
الثانية: الاستطاعة البدنية والتي تعني صحة البدن، والقدرة على السير أو الركوب، فمن لا يقدر فلا يجب عليه الحج بنفسه، وحسب ما نقله القرطبي وأجمع عنه الفقهاء بأن يجوز للشخص أن يحج عن شخص غير قادر بدنيًا على مشقة رحلة الحج.

وفي هذه الجزئية وحسب ما جاء ورواه لنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه قائلًا:” كانَ الفَضْلُ بنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِن خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الفَضْلُ يَنْظُرُ إلَيْهَا وَتَنْظُرُ إلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الفَضْلِ إلى الشِّقِّ الآخَرِ، قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فَرِيضَةَ اللهِ علَى عِبَادِهِ في الحَجِّ، أَدْرَكَتْ أَبِي شيخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ علَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عنْه؟ قالَ: نَعَمْ”.
أحكام حج المرأة

هناك مجموعة من الأحكام الواجبة من أجل أن تصح حجة المرأة، ومنها:
v على المرأة الالتزام بسنن الإحرام كالرجال، مثل التطهر، وقص الشعر، والاغتسال، والتطيب بما لا رائحة له.

v يشترط أن تأخذ المرأة الإذن من زوجها ويحق له منعها لحقه عليها.

v يمكن للمرأة الحائض أو النفساء تأدية جميع مناسك الحج ماعدا الطواف، ولا السعي بين الصفا والمروة، وفي حال حاضت المرأة بعد الطواف، وقبل أن تبدأ في السعي فيمكنها أن تسعى لعدم وجوب الطهارة.

v على المرأة أن تلبس الملابس الشرعية، بحيث تكون ملابسها فضفاضة، ولا تكون تلك الملابس مزينة، ولا قصيرة، ولابد للمرأة خلع النقاب في الحج، وتغطي وجهها عند رؤية الرجال غير المحارم بالخمار.

v على المرأة عدم مزاحمة الرجال في الحج، وعليها أن تخفض صوتها، وتغض بصرها، وتطوف في أقصى المطاف، ومن السنن أن تشير بيمينها إلى الحجر الأسود من بعيد.

v لا يجوز للمرأة حلق شعرها، ويمكنها قصه بحجم رأس أصبع.

v إن حاضت المرأة بعد طواف الإفاضة، فيسقط عنها طواف الوداع.
شروط الحج للمرأة
سبق وتحدثنا عن شروط الحج للذكر والأنثى، ولكن اجمع الفقهاء على زيادة شروط المرأة على النحو التالي:
E الشافعية: اشترطت لحج المرأة أولًا وجوب وجود الزوج أو مُحرِم معها، وحتى وإن وجب تحقيق ذلك أن يكون بأجرة، أو يمكن تعويض هذا الشرط بأثنتين من النسوة ويجوز للمرأة الخروج لأداء الحج وحدها إذا أمنت الطريق.
كما اشترطوا وجود الراحلة لها، مثل الخيمة وذلك للستر حتى وإن كانت المسافة قريبة.

E الحنفية: اشترطوا كذلك شرطين، الأول اشتراط وجود زوج أو مُحرِم سواءًا كانت شابة أو عجوز فيجب تحقيق هذا الشرط، ويشترط أن يكون المحرم عاقلًا وبالغًا، حتى وإن كانت المسافة قصيرة فيجب تحقيقه.
والشرط الثاني ألا تكون الزوجة في فترة العدة، سواءًا كان من طلاق أو وفاة زوجها.

E الحنابلة: أوجب الحنابلة شرط واحد فقط وهو أن يكون بصحبتها زوجها أو محرم.

E المالكية: أما عن المالكية فاشترطوا لحج المرأة، اولًا وجود زوجها أو محرم حتى ولو بالأجر، وثانيًا أن تكون شهور العدة الخاصة بالطلاق أو الوفاة قد انتهت، نظرًا لكون وجودها في بيت العدة واجب شرعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى