شعر و ادب

شَيْءٌ بِها أَرْضانِي وَ أَعْجَبَني..عبد الصمد الصغير.تطوان

أنفاس الشعر ….
القصيدة كاملة على بحر المنسرح

==== شَيْءٌ بِها أَرْضانِي وَ أَعْجَبَني ====

كشَيْءٌ بِها … أَرْضانِي وَ أَعْجَـبَـنِي
فَاسْتَأْثَرَتْ بي وَ اسْتَعْمَرَتْ بَدَنِي

هَـزَّتْ فُـؤاداً فَاسْتَـيْقَـظَتْ حِـمَـمٌ
وَ خـافِـقاتٌ … غَـفَـوْنَ مِـنْ زَمَـنِ

وَ مُـهْمَـلاتٌ … قَدْ تَذَكَّـرَتْ سَكَـناً
كَـلاجِـئـاتٍ … تَـشْـتــاقُ لِلٔـوَطَـنِ

كَـمُورِيـاتٍ … فـي نَقْـعِـها خَفَـقَتْ
مَشـاعِرِي … بِـالأَصْحابِ وَ الزَّمَـنِ

أَيَـا حُــرُوفـاّ … إِنِّــي مُــرَوِّضُــهَـا
إِنِّـي غَـريبٌ … لَـسْـتُ الَّـذي أَرَنِـي

رُدِّي كَـلامِي … وَ اسْتْحْضِري أُذُناً
وَ طَـهِّـرِي قَـلْـباً … ضـاقَ بِـالْـعَـفَـنِ

وَاسْتَـوْقِـفي مَنْ أَحْيَتْ بِنَـظْـرَتِـها
عَـهْـداً جَـميـلاً ، ظَـنَـنْـتُ وَدَّعَـنِـي

مُسْتَـهْلَـكـاً مُـجْـتَـرّاً … وَ أَيْنَ أَرَى
فَـلْبِـي يُـريـنِي رَبِّـي الَّـذي يَـرَنِـي

فـي أَحْــرُفِـي … وِرْدانٌ وَ أَفْـئِـدَةٌ
تَصْـغِي لِـمَنْ أَحْـيَـاهـا وَ أَوْجَـدَنِـي

يـا لائِـمـي فـي حُـبِّ الَّتي ذُكِــرَتْ
شِـعْـراً ، وَ قَدْ أَغْـواني فَأَوْجَـعَـنِي

لَـسْـتُ الَّـذي يَـبْـدُو حيـنَ مَنْـفَـعَـةٍ
وَ لا بَـهـيـمـاً ….. يَـغْـتَـرُّ بِـاللَّــجَـنِ

هٰـذا الَّـذي شِـعْري مُلْـهِـماً وَ دَمِـي
مـا عِـنْـدَهُ راقَ لـي وَ أْعْـجَـبَـنِـي

لَيْـلي انْقَـضى حَتّى انْجَـلى سَحَرٌ
شُـغْـلاً بِـهـا ، أَضْـوانِي وَ عَـذَّبَـنـي

حَـتَّى الضُّـحى حَتّى الْمَسـا بَـدَيَـا
كَـما هَـواهـا … ظِــلٌّ فَـيَـتْـبَـعُـنِـي

وَجْـدِي رَأى أَهْـوالاّ … وَ لَـمْ يَـرَها
لَـمَّا بَـدَتْ … أَغْـرانِي وَ أَعْـجَبَـنِـي

اَلْحَـمْـدُ لِلَّـهِ …. اخْتَـارَ لِـي سَبَـباً
وَ الْحَـمْـدُ لِلَّـهِ ….. الْآنَ نَـبَّـهَـنِـي

وَاحْتَـرْتُ في قَلْبي كَيْفَ يَدْفَعُـنِي
نَحْـوَ الَّـذِي حَـيَّـانِي …. فَأَهْمَـلَنِي

فَـانْتـابَـنِي سِـرٌّ ….. كِـدْتُ أَذْكُـرُهُ
وَ اشْتَـدَّ بِي مُحْـمَرٌّ عَـلى الْوَجَـنِ

مِنْ أَخْمَـصٍ حَـتّى هَـامَةٍ وَ سِوى
حَـتى بَـدا أَحْـزاناً .. سَتَـفْضَـحُنِي

دَقَّـاتُ قَـلْبي … تَصْـطَكُّ مِنْ أَلَـمٍ
قَدْ ضَـاقَ نَبْضي بَـرْداً فَجَـمَّـدَنِي

أَنا يا رِفـاقي … لا أَشْـتَكي عَبَـثاً
بَـثي عَظيـمٌ …. وَيْـلٌ لِـمَنْ أَذَنِـي

أنا يا إلٰـهي صِدْقٌ حَيْـثُ تَنْـظُـرُنِي
حَتّى تُريـني بُـرْهَـانَ مَنْ غَـوَنِي

اَلْـحَـمْـدُ لِلَّــهِ … الٔآنَ … قَـبْـلَ غَــدٍ
وَ الْـحَـمْـدُ لِلَّـهِ … مِـنْـكِ خَـلَّـصَـنِي

قَـدْ كُنْـتِ لي حُـلْـماً عِـشْـتُ أَرْقُـبُـهُ
لَـمّـا دَنـا مِـنِّي … حـاكَ لِـي كَـفَـنِـي

مِـنْ أَيِّ نَــوْعٍ … مِـنٔ أَيِّ نــاحِـيَـةٍ
أَنْـتِ الَّـتي ضَعْـفٌ فيـكِ أَظْـهَـرَنِي

أَيُّ الْـبَــلاوِي … بَـلْ أَيُ مُـشْــكِـلَـةٍ
قَـدْ أَزَّمَـتْ وَضْـعـاً ضـاقَ بِـالْمِـحَـنِ

أَجْـنـي ذُنُـوبـاً مـنْ دونِ مَـعْـصِـيَـةٍ
مِـنْ دُونِ عِـلْـمـي إِثْـمـاً فَـدَمَّــرَنِـي

مَـا مِـنْ سَـبـيـلٍ … إِلّا وَ يَـتْـرْكُـنِـي
أَمْـشـي بِقَـلْبٍ مَـثْـواهُ في الْـحَـزَنِ

شَهْـدٌ أَنـا ، في الْأَحْـبابِ أَعْـصُـرُنِي
حَـتّى الَّـذي سَـاءَ لـي وَ أَوْجَـعَـنِي

كُـلُّ الــرِّؤى … بـالْأَخْـبَـارِ تُـنْـبِئُـنِـي
عَـمَّـنْ دَعَـانِي ، وَ الْحُـبَّ أَوْهَـمَـنِي

هٰـذِي الْأَمَـانِـي حَـيّـاً سَـتَـدْفِـنُـنِـي
فـي مَــسْـرَحٍ مُـغْـرٍ زائِـلٍ وَ فَـنِـي

كُـلُّ مـا أُعَـانِي يَـوْماً سَيَـشْـهَـدُ لِـي
أَنِّـي رِضـاءُ اللَّـهِ الْـوَفـا اصْـطَـفـنِي

أَنِّـي رُجُــوعٌ مَـهْـمـا يَـفُــورُ دَمـي
لَسْـتُ انْسِـحابـاً مِـنِّي فَـأَخْـرَجَـنِي

مِـنْ فِكْـرَتِـي رَكْـضٌ خَـلْـفَ أَسْئِـلَـةٍ
إِنْ طِـقْتُ صَـبْراً … فَـاللَّـهُ عَلَّـمَـنِي

مَـرَّتْ عَـلى أَشْـواقي وَ مـا وَقَـفَـتْ
إِلّا لِـمــا أَرْضـاهــا … فَـأَغْـضَـبَـنِـي

طـارَتْ … كَـما قَلْـبي مِـنْهُ هَـارِبَـةً
وَ اسْـتَـأْثَـرَتْ أَوْكَــاراً .. بِـلا فَـنَــنِ

وَ اسْتَـوْقَـفَتْ أَحْـزاني كَما فَـرَحِي
وَ اسْتَنْهَـضَتْ شِعْراّ شَقَّ مَنْ عَدَنِي

ما اسْتَـعْذَبَـتْ إِلّا طَـعْمَ ما بِـيَدِي
قَدْ راوَغَـتْ ظَـنِّـي حـينَ أَيْـقَنَـنِي

مـا هَـمَّـهـا مـا يَـجْري وَ لا سَـأَلَـتْ
عَـنٌِـي ، وَ عَـمّـا هَـدَّنِي وَ أَتْـعَـبَـنِي

مـا بَـالُـهَـا لا تُـصْـغِـي إلـى كَـلِــمٍ
وَ لا تَــرى شَـوْقـاً كَيْـفَ كَـلَّـمَـنِـي

كَيْفَ الَّـتِي أَهْـوى فِـيَّ قَدْ زَهِـدَتْ
وَ كَـيْـفَ أَبْـقَـى … آنـاءَ مُـرْتَــهَـنِ

فِيـكِ الَّـذي لا يُـبُدي سِوى عَـبَـثٍ
سِـوى انْتِـقـامٍ مِـنْ عَـضَّـةِ الـزَّمَـنِ

سِـوى هُــرُوبٍ مِـنْ واقِـعٍ … وَ دَمٍ
لَنْ تَسْـعَدي بِالْمِـكْسيـكِ وَ الْـهَجَـنِ

لا تَـحُـلُـمِي أَمْـرِيـكـا .. وَ لا خَــتِـنـاً
هَيَّا اسْتَعيذي شَرّاً وَ اقْبَلي وَطَـنِي

وَ اسْـحْضِـري كُـلّاً وَ احْـذَرِي نَـدَمـاً
بَـعْـدَ الْأَوانِ فَـائِـتـاً عَـلـى الْـفِــطَـنِ

كَـمْ ثَـائِـرٌ فـي هَـجْـرِ الـنَّـوى رَغِـبٌ
حَـتّى انْـتَـهى نـادِمـاٌ عَـلى الْـوَطَـنِ

قَـدْ بـانَ لي شَـكٌّ … أَعْـيَـنِي سَـئِـلاً
عَـنْ ذاهِـبٍ .. مِثْـلَ الصَّـيْدِ لِلُـكَـمَـنِ

مَـا خِــفْـتُ أَمْـراً إلّا وَ بَــرْهَـنَ لِـي
خَـوْفِـاً ، وَ قَـلْبـاً قَـدْ كَـانَ نَـبَّـهَـنِـي

مِنْ فِـتْـنَـةٍ مِنْ فَـرْطِ الْـمُـنى عَـبَـثـاً
مِـنْ كُــلِّ مَـا حَــلَّ بِـي وَ غَــيَّـرَنِـي

لَـسْــتُ الَّـذي يَـبْـقى كَـاتِـمـاً رُغُـبـاً
وَ لا أَنـا مَـنْ يَـبْــكِـي عَـلى الــدِّمَـنِ

وَ لا الَّـذي يَـصْــبُـو غَـيْــرَ أَفْــئِـدَةٍ
تَـبْــدِي وَضُــوحـاً يـا لَيْـتَ أَنْـبَـأَنِـي

عَـنْ خـافِـقٍ يُخْـفـي ثَـوْرَةً وَ حِـمـىً
يـا لَـيْـتَــهُ صــارَ لِـي … وَ أَدْخَـلَـنِـي

جَـنّـاتِ عِـشْــقٍ إِذْ تَــزْدَهِـي فَـرَحـاً
فـيـهـا الَّـتِي صـارَتْ مُـبْـتَـدا زَمـنِـي

اَلْـحَـمْـدُ لِلّـهِ … الْـيَـوْمَ قَـدْ فَـهِـمَـتْ
أَنِّـي فَــراغٌ … وَ الْـحَــبُّ عَــبَّــأَنِي

أَنِّـي حَـيـاةٌ … مـا بــاتَ يَـعْـرِفُــهـا
إِلّا الَّــذي يَـأْتـيــنِـي مِـنَ الــرَّسَــنِ

وَ الْـحَـمْـدُ لِلَّــهِ الْآنَ … مِــلءَ فَــمٍ
عِـشْـقِـي لَـهَـا أَرضـانِي وَ أَعْـجَـبَـنِـي

© عبد الصمد الصغير.تطوان/المغرب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى