
“صدمةالعمر” بقلم نشوة أبوالوفا
الفصل الثاني
من
صدمة العمر
في هذه اللحظة دخل سادن ليجدها جالسة القرفصاء بجوار الشرفة والدموع تعانق وجهها الجميل.
اقترب منها وجلس بجوارها على الأرض وضمها لصدره مملسًا على شعرها الأسود الطويل الحالك السواد:
– لا تبكي صغيرتي، أعلم بم تشعرين.
نظرت له:
– حقًا.
نظر لقلادتها وأغلقها ثم أعاد ريفال لحضنه:
– نعم حقًا، وكيف لا أشعر بما يعتمل بصدر صغيرتي الجميلة ريفي، لقد ولدت على يدي هاتين، أم أنك نسيتِ أو تناسيتِ أيتها القطة المشاكسة.
نظرت له مبتسمة ابتسامة يشوبها الغضب:
– وكيف أنسى وأنت دائمًا ما تذكرني كيف ولدت؟ بعد أن كنتم في رحلة للجبل، وانتابت أمي آلام المخاض ونزل أبي سريعًا لإحضار الطبيب، وبينما عاد كنت أنت قمت بتوليد أمي، وكأنك جراح ماهر، حتى أن الطبيب تعجب مما فعلته، ثم زال تعجبه حين علم أنك جراح توقفت عن ممارسة مهنتك وفضلت التجارة والاستثمار.
ابتسم مبعدًا تلك الخصلة السوداء من على جبينها:
– دائمًا ما تتعجلين الأشياء.
وانفجر ضاحكًا:
– حتى وصولك للدنيا تعجلت به، لم يكن ذاك موعد ولادتك إطلاقًا.
ثم نظر لها بحنو:
– أما آن لقطتي أن تترك الماضي خلفها، لقد ذهب للسماء ريفال، لم يعد في الدنيا، إلى متى ستظلين متعلقة به؟
هزت رأسها بلا:
– لا أستطيع سادن، حاولت أن أتناساه، لكنني لم أفلح في ذلك، والقلادة لقد أقسمت له ألا أخلعها من عنقي أبدًا.
نظر لها مشفقًا:
– لا تخلعيها، لكن لا تفتحيها، ربما بسفرنا للقاهرة ووجودك بمسقط رأسه وعدم وجوده هو ستنسين.
نظرت له بعينين ما زال بهما أثر للدموع:
– أتظن ذلك؟
ابتسم:
– نعم أظن ذلك، والآن هيا بنا هناك أوراق كثيرة تستلزم مننا المراجعة والتدقيق لكي ننهي الأعمال هنا.
قالها وهو يقف ويمسك يدها ليساعدها على الوقوف هي الأخرى
أمسكته من يده وضغطت على كفه:
– سادن هذا الانتقال هل له علاقة بعشيقات أبي؟
ابتسم:
– أيتها الماكرة! وهل والدك سيتوقف عن العشق بانتقاله، والدك مصاب بداء النساء، لا يوجد مؤنث يمر من أمامه إلا ويضع البصمة الواصفية عليها، المهم ألا تعلم أمك شيئًا، فهي تظنه قد استقام.
ابتسمت ابتسامة كسيرة:
– أتعتقد أنها لا تعلم أم أنها تتجاهله؟
قال وهو يجذبها من يدها:
– المهم أنها تعيش مع نفسها بسلام والأمور مستقرة وأختاك لا تعلمان شيئًا.
غادرت مع سادن متوجهة للشركة لبدأ إنهاء الإجراءات لما قرر ووالدها عمله، والدها ذلك المتصابي الذي لا يكف عن مغامراته النسائية مع الجميع حتى السكرتيرات بالشركة، كم من مرة دخلت لتفاجأ به في وضع لا يليق، ثم تختفي السكرتيرة لتحل محلها أخرى، حتى صممت هي على أن تكون وظيفة السكرتير للذكور في مكتب والدها، أما سادن فهو عنوان الاحترام، دائمًا ما تعجبت كيف لهذان أن يكونا صديقان، ثم إنهما ليسا مجرد صديقان فسادن لأبيها تجسيد لقول رب أخ لك لم تلده أمك، بالنسبة لها سادن هو رمز الرجولة، دائمًا ما تطلعت نحو سادن باحترام كبير، إنها تعشق أدبه وتعامله الوقور مع السيدات، لم تره مرة يرفع نظره ليطلع على أنثى كما كان والدها يفعل، لم تر سادن مرة مع أنثى، أو تسمع أنه ارتبط، إنه للآن أعزب، ولولا دقته ومثاليته هذه لربما ظنت به الظنون، لكنه رجل لم تجد له مثيلًا، هي تعتبره المثال والقدوة، أما والدها فليُعنها الله عليه ..
انهمك الجميع في التحضير للانتقال وتصفية الشركة الحالية.
وميرا تجلس منتظرة لواصف، أحست بملل فتوجهت لغرفتها وجلست على السرير تتصفح مواقع التواصل من هاتفها وتتابع آخر صيحات الموضة والماكياج، وبعد قليل
دخل واصف مبتسمًا:
– حبيبتي أما زلتِ مستيقظة.
اقتربت منه تأخذ منه جاكيت الحُلة التي يرتديها لتعلقها مكانها:
– وهل يغمض لي جفن وأنت بعيد واصف؟
احتضنها مقبلًا وجنتها:
– أدامك الله في حياتي وعلى رأسي ميرا.
ذهبت للدولاب لتخرج له ما سيرتديه متسائلة:
– هل انهيت ما تحتاج لإنهائه قبل أن نسافر؟
أجابها وهو يقبل يدها ويأخذ منها ملابسه متوجها لدورة المياه للاستحمام:
– أوشكنا على ذلك، ريثما تكون التعديلات التي طلبها سادن على ڨيلته قد انتهت.
نظرت لتلك العلامة على قميصه الأبيض، إنها علامة مميزة تعرفها جيدًا طبعة لشفتين قد زينهما أحمر شفاه بلون قان، ناهيك عن رائحة ذلك العطر النسائي الذي ليس لها، دموع تجمعت بعينيها، وقد وجهت نظرها نحو دورة المياه حيث دخل منذ قليل، لن يكف أبدًا عن انحرافه، ولا حيلة لها سوى التجاهل، ستعتبر أنها لم تر، يبدو أنه كان متعجلًا فلم يستطع التيقن من أنه لا توجد آثار لما فعله، وسيفعله، نعم تعلم أنه خائن، لكنها لا تستطيع تركه، كما هو مريض بنون النسوة، هي مريضة به، لا تستطيع الحياة بدونه، حتى لو كان مع غيرها.
زفرة طويلة أطلقتها تودعها ألمها منه، تزينت كما تفعل دائمًا، ورسمت تلك الابتسامة على وجهها، واستقبلته بقبلة على وجنته حين خرج من دورة المياه، وعانقت كفها كفه، وذهبا سويًا لسريرهما.
مرت الأيام …
وانتهت الإجراءات وسافر الكل للقاهرة
لأول مرة يكون مكان إقامة سادن بعيدًا عنهم، ڨيلا سادن تقع في منطقه نائية بعيدة عنهم، تعلل بعدم وجود المواصفات التي تعجبه إلا في ذلك المكان، أما ڨيلتهم فكانت في منطقة حيوية.
حاولت ريفال تناسي دالي، والانخراط أكثر في عملها، حتى دفنت نفسها حرفيًا فيه، لم تكن ترتاح إلا قليلًا تدخل الڨيلا منهكة القوى لتستلقي على الأريكة ورأسها تتوسد قدمي ميرا، لتملس ميرا على ذلك الليل الأسود المستقر على رأسها
– أنتِ تنهكين نفسك يا ريفي، كثير هذا المجهود عليك أميرتي.
– لا أمي أنا هكذا أشعر بالراحة.
– تحاولين نسيانه بنيتي ولا تستطيعين.
– لا يهم أمي سأنساه في يوم ما، الزمن كفيل بكل شيء.
– أتمنى ذلك.
ثم تجلس معتدلة لتقبل والدتها وتصعد لغرفة التوأم رفيف ورنا
تدخل مقتحمة الباب بقوة لتفزعا وتصرخا ثم تنفجرن ضاحكات
لتجلس ريفال بينهما على الأريكة:
– ماذا تفعلن أيتها الصغيرات؟
لتضربها رنا في كتفها:
– لسن صغيرات أيتها العجوز.
وتضربها رفيف على الكتف الآخر:
– يا سيدة الأعمال ذات القلب الحديدي.
لتقوم ريفال بإلقائهما تباعًا على السرير الموجود بجانب الأريكة وتجلس فوقهما تدغدغهما:
– أنا عجوز أيتها الطفلتين، حسنًا سأريكما.
بعد موجه من الضحك والدغدغة المتبادلة هدأت الأخوات وجلست ريفال ممددة ساقيها على السرير، تتوسد رفيف ورنا كتفاهما وقالت:
– ألا رغبة لدي أي منكما في مساعدتي بأعمال الشركة، أم أن النزهات والنادي يحتلان كل وقتكما، وخاصة النادي.
رفعت رفيف رأسها لتنظر لريفال:
– ماذا تقصدين ريفي؟
ضربتها ريفال بخفة على رأسها وأعادت رأسها لكتفها:
– أعلم كل شيء أيتها الماكرتين، عن الشابين الوسيمين أولاد رجل الأعمال اللبناني اللذان لا يفارقانكما في النادي.
اعتدلت رفيف ورنا ونظرتا لها مغمضتين عينًا ورافعتين حاجب الأخرى:
– هل تتجسسين علينا وتراقبيننا يا ريفي؟
ابتسمت:
– بل أحميكما أيتها المغفلتين.
ودخلن في نوبة ضحك ثم استقرتا بين ذراعي ريفال لتقول رفيف:
– حقًا ريفي بعيدًا عن المزاح ما رأيك بوسيم ومنذر.
لتردف رنا:
– نعم ما دمت تعرفين كل شيء بالتأكيد تحريتِ عنهما.
– اطمئنا صغيرتيّ، الشابين مثال للاحترام والمثابرة في العمل، وستكونان سعيدتي الحظ معهما.
واستمرت الجميلات في الحديث في حوار أخوي جميل يتكرر بينهن كثيرًا فالعلاقة بينهن وطيدة فهن قريبات من بعضهن ولا يخفين شيئًا.
استمر الحوار حتى غفون، بينما ميرا متوجهة لغرفتها وجدت نور غرفتهن مضاء فدخلت الغرفة لتجدهن قد غرقن في النوم في حضن ريفال، قامت بتغطيتهن وإطفاء الأنوار وأغلقت الباب مبتسمة وسعيدة ببناتها، وارتباطهن ببعضهن.
وبينما ريفال تتذكر ذلك الماضي، أخرجها من رحلتها صوت طائرة محلقة على علو منخفض فشقت عباب الهواء محدثة ذلك الصوت القوي ففزعت ونزلت الدموع الحارة من مقلتيها تعانق خديها الورديين، حينما مرت بخاطرها ذكرى فقدها لذوييها في حادث الطائرة، قد يكون فقد شخص عزيز لديك صعبًا، أما أن تفقدهم جميعا دفعة واحدة فلعمري إن ذلك قاتل، تدافعت الذكريات تدافعًا لذاكرتها، منقوشة هي على جدران عقلها الباطن، منقوشة بالألم والوجع، بالدموع والنحيب، تلك الذكرى وما سبقها من أحداث كانت مغلفة بالفرح والسعادة، حين تقدم الشابان الوسيمان لخطبة أختيها، ورفرفت طيور السعادة على المنزل، أيام جميلة قضاها الجميع في فرح ما بين تجهيزات الخطبة وما بين مشاكسات من رفيف ورنا لريفال، وكذا مشاكسات ريفال لهما وللخاطبين، حيث سافرت هي مع سادن لإنهاء إحدى الصفقات بينما كان من المفترض أن يتوجه ذوييها إلى لبنان ليتم زفاف أختيها هناك، لكن حدث عطل في محرك الطائرة وقضى الكثيرون نحبهم ازدادت دموعها انهمارًا على خديها ودثرت نفسها بشالها الصوفي لبرودة ألمت بجسدها كما ألمت بقلبها وهي تتذكر نفسها في المشرحة للتعرف عليهم، حسرتها وهي تنظر لوالدتها الممددة أمامها، لن ترتمي في حضنها بعد الآن وتنعم بحنانها وهي تملس على شعرها الأسود الحريري وتطلب منها أن تترفق بنفسها قليلًا ولا تجهد نفسها بالعمل، لن تجد بعد الآن من تتشاكس معه وهي تنظر لأختيها الجميلتين الصغيرتين، يا الله اللهم صبرًا أفقدتهما حقًا! مع من ستتسامر الآن؟ مع من ستقضي لياليها ساهرة على السرير؟ أستعيش وحدها؟ حتى والدها ومغامراته إنها تشفق عليه وهو ممدد أمامها لا حول له ولا قوة، صرخت حتى جُرحت أحبالها الصوتية كما جُرح قلبها
(لماذا أنتم ساكنون هكذا؟ أأنتم فرحون لتركي وحدي؟ هيا انهضوا، لا تتركوني كلكم، هذا كثير يا الله)
لم تقو قدماها على حملها أكثر وخارت قواها بين يدي سادن.
نقلت للمشفى الخاص في حالة انهيار عصبي كامل، لقد كانت تُمني نفسها أن الخبر كاذب، أنهم ما زالوا أحياء، لكن بعد أن رأتهم في المشرحة تحطمت أمانيها وكُسر نياط قلبها، أحست أنها تمزقت، لقد أضحت جسدًا بلا روح، فلقد ذهبت الروح معهم، أسبوعان مرا عليها وهي في المشفى ما بين النوم والصحو والمهدئات إلى أن بدأت تسترد السيطرة على نفسها.
توجهت للفيلا وهي عازمة على تركها وعدم المبيت بها أبدًا، لتفاجأ بمقدم رجلين لا تعرفهما يطلبان رؤيتها قائلين إنهما عمها وابنه.
جاء العم وولده، العم يطالب بحقه في الميراث وابنه يطالب بحقه فيها، نعم كان يريدها لنفسه يريد أن يكتب صك ملكيتها له ليضمها لمقتنياته، عرض سادن شراء حق العم في التركة والفيلا، وافق العم بكل بساطة، طالبها ابنه بأن تجهز نفسها لتعود معهم، قفزت الفكرة إلى ذهنها بقوة وبسرعة، اقتربت من سادن وأمسكت ذراعه بحميمية وأطلقت القنبلة قائلة:
– كيف تريديني وأنا زوجة لسادن؟!
بالرغم من وقع المفاجئة عليه وافقها سادن وصدق على كلامها، أمهله عمها يومان ليجهز أوراق البيع ويطلعه على أوراق الزواج، وغادر.
أحست أنها سقطت في بئر سحيق، ماذا ستفعل؟ أستذهب مع عمها لتصير من حريم ابنه؟ أراحها سادن بطلبه منها تصديق الكذبة التي نطقتها شفتاها واتمام زواجه بها ليدرأ عنها الشر الذي كان يتطاير من عيني ابن عمها، فلقد كاد يأكلها بعينيه وهي واقفة أمامه، تم عقد القران، لملمت بعضًا مما ستحتاجه واصطحبت خادمتها متجهتين لڨيلا سادن.
ابتسمت لسذاجتها عندما تذكرت سادن وهو يدلها على غرفتها ويتركها منصرفًا لغرفته، تذكرت حديثها وقتها مع نفسها (من أنها يجب أن تنسى دالي حبيبها وحبه فلا مكان لحب الموتى بين الأحياء، لقد فقدت أهلها، يجب أن تُنشأ لنفسها عائلة، يجب أن تتم زواجها منه، لا يهم مشاعرها السابقة نحوه، هي لم يعد لديها سواه في هذه الحياة)
أمضت الليلة تفكر وتقنع نفسها بما هي مقدمة عليه، ارتدت قميص نوم أسود في تضاد صارخ مع بياضها يكشف عن ساقيها وصدرها وأرسلت شعرها خلف ظهرها ووضعت عطرًا نفاذًا وأحمر شفاه بلون قانٍ.
وذهبت لغرفة سادن متعللة بإيقاظه.
جلست بجواره على السرير وأخذت تلعب في شعره، فتح عيناه ناظرًا لها، وجلس، ثم قام من على سريره متوجهًا للحمام، خرج من الحمام ونظر لها نظرة من رأسها لأخمص قدميها، نظرة غريبة لم تستطع ساعتها أن تفهمها، ثم بكل برود طلب منها أن ترتدي ملابس لائقة وتنزل للحديقة لتناول الإفطار، وقتها أحست أنه جرح كرامتها كأنثى، طعنها في جمالها الذي يتقاتل الكثيرون من أجله، عقدت العزم أنها لن تيأس ستُكَوِن عائلة معه فهي لم يعد لها سواه، صُدمت عندما أعلمها أن المال الذي سيدفعه لشراء نصيب والدها من عمها هو مال والدها من حساب مشترك بينهما لا يعلم أحد عنه شيئا، أخبرها أنه سيحول لها أموال أبيها، رفضت وطالبته أن يظل المال معه، نظر لها نظرة غريبة ولمعت عيناه وكأنما جال بخاطرة خاطر سره وابتسم قائلًا: سنرى هذا.
جاء عمها وأمهر العقود بتوقيعه، وانفرد بها قائلًا:
– أعلم أنك تظنين أني طامع فيكِ، لكن أن أكون طماعًا، خير من أن أكون قاتلًا، والدك قتل وليس مرة بل مرتان، الأولى كانت خادمة لا أهل لها، فاستطعنا أن نداري عليه، وفي الثانية أعطينا لأهلها الكثير من الأموال ليصمتوا، وساعتها طرده جدك،
وسافر إلى لبنان.
نظرت له بذهول غير مصدقه بالتأكيد إنه كاذب، أبي زير نساء أجل، لكنه لن يكون قاتلًا أبدًا، عندما أسرت لسادن بما قاله عمها أقنعها أنه كاذب وضيع.
عادت لفيلا سادن وطالبته بعرض ڨيلا والدها للبيع.
بعد فتره استيقظت في يوم ولم تجد خادمتها التي كانت قريبة منها جدًا، وتضايقت، وجدت رسالة على هاتفها تخبرها أنها سافرت مع حبيبها وبعد ذلك أغلق هاتفها، طلب منها سادن ألا تشغل بالها أبدًا وسيعوضها بخادمة أخرى، وطلب منها أن تذهب للڨيلا وتأخذ منها ما تريده لأن المشتري جاهز، ذهبت للفيلا تجولت تستعيد ذكرياتها وتأخذ منها ما تريد الاحتفاظ به، دخلت غرفة والديها، جلست على السرير قليلًا وهي تبكي، سقط سوارها الذي أهدته لها أمها، فانحنت لتلتقطه، فوجدت بروزا من جانب السرير، كأنه زر ما ضغطت عليه ليفتح درج سري، لتجده يحوي دفترًا ورديًا مغلقًا؛ له قفل صغير ومع الدفتر وجدت قلائد وأساور وأقراط، لم تر والدتها ترتديها أبدًا، جمعت ما في الدرج وبحثت عن مفتاح الدفتر الوردي، وجدته في درج مكتب والدها، تعجبت فقد كانت تظن الدفتر لوالدتها بما أنه وردي فلماذا مفتاحه في درج مكتب والدها؟
وصلها اتصال من سادن، ذهبت للبنك وضعت تلك الذكريات وما وجدته في المخبأ في صندوق خزينتها بالبنك، ولكنها أبقت الدفتر معها، هاتف ما نبأها ألا تخبر سادن عن الدفتر وعما وجدته.