
ضريبة الرحم ……. بقلم…… فاتن البقري
ان الحياة الجنسية تتناصف ما بين الرجل والمرأة….علاقة نستطيع القول انها من اجل الطرفين …أما ما يلي ذلك من توابع هذه العلاقة…فإنما تتحمل أعبائها المرأة بمفردها .. …حيث تعاني المرأة اولا من الحمل معاناة شديدة تختلف من إمرأة لاخري….ثم تعاني من الولادة …وأحيانا تدفع حياتها ثمنا لمولودها..
و بعد ذلك تبدأ مسيرة النمو وما يصاحبها من سهر و جهد و ما يليها من مراحل التربية والتقويم ….والتي تدفع فيها المرأة اثمانا باهظة من كيانها وانوثتها
وهنا يجب علينا ….أن نتساءل ما ظننا بالمرأة حين تجد أن كل ما تقوم به من جهد جهيد انما هو بلا مقابل …بل يقابله اللامبالاة … والتقليل من كيانها ….والاستهانة بقيمة دورها بل و بقيمتها ..فكان لزاما عليها الهروب وتغيير المسار وتحطيم القمم …. ولنا ان نتخيل لو حاولت المرأة أن تدرئ عن نفسها تلك الآلام . ….فاي قيمة عظمي تتحملها المرأة….و لكن اين ما يعادل هذا العمل الجليل من المجتمع…. من البشرية جمعاء …أين التقدير ……وأين حقها المعنوي اولا الذي يكفل لها قدسيتها….ثم أين حقها المادي الذي يكفل لها كرامتها وحياتها ورفاهيتها
ان المرأة السوية تدرك تماما مدي جمال كلمة ” انا مسئولة منك ” حينما تقولها للرجل …تدرك مدي سعادتها حينما تجد هذا الرجل الذي ياخذها بحبه و حنانه تحت جناحيه ….ولكنها تلفظ هذه الكلمة ..وتلفظه معها… حينما تجد أن ثمنها إنما هو التحكم فيها … أو الهيمنة عليها … وان تحمل مسئولية الإنفاق عليها إنما هو من باب المن والتفضل …
والآن… يتضح لنا مليا أن اكبر عقبة حقيقية في مشوار المرأة إنما هي عقبة المال حيث ان المرأة تصبح بين أمرين…أما العمل خارج المنزل من اجل الحصول علي المال كعامل اساسي للوصول الي حريتها و احساسها بكيانها …وتحقيق ذاتها …أو الإهتمام بالبيت زوجا وأولادا وأنوثة.. وربما يعتقد الكثير أن هذا الاختيار في غاية الصعوبة لأي إمرأة مهما كانت
…ولكن وللاسف الشديد ما يجعل هذا الاختيار في غاية السهولة …بل .ويمنحها القرار الحاسم الذي لا رجعة فيه و دون ان يستغرق ذلك منها الا ثواني معدودة…. إنما هو هذا الصوت القوي ..الذي .ينبع من أعماقها … يزلزل وجدانها …أين هو هذا الرجل الذي يستحق منها أن تفضله علي نفسها و ان تضحي من اجله …. فكم خذلها هذا الرجل …كم تسلط عليها…وتعمد إهانتها … كم من عليها بأنه يطعمها ويأويها.. كم وكم …سلسلة طويلة من التساؤلات التي لا تنتهي…والتي. تجعلها وبسرعة خاطفة …ترفض مجرد التفكير في المكوث بالمنزل والاهتمام برسالة إنما خلقت من أجلها لكن طالما لا احد يقدر لها قدرها … فليكن مايكون ……ولتثمن هي نفسها…ولتنزل لساحات النزال و الندية من جديد ……وليذهب الجميع للجحيم….
ومن هنا يتضح لنا جليا اهمية ان يقوم المجتمع … بتوفير الحماية المالية للمرأة مما يمنحها عزة نفس وكرامة ….حيث سيلعب المجتمع هنا دور الاب الروحي لكل إمرأة…لاتفضل منه بل هو حقها المكتسب ….والأمر بسيط للغاية …فمن حق ام البشر ان تدفع لها البشرية ضريبة لرحمها. فأولي ثم أولي لكل من جاء من رحمها أن يدفع لها من حصيلة دخله ممتنا لها منحنيا علي أقدام افضالها .ملتحما برحمها ..وأعتقد أن ذلك كفيل بأن يحمي كل انثي في جميع مراحل حياتها …مالا خاصا لها لا علاقة لزوج أو اولاد ولا اب ولا ام به …إنما هو لهآ فقط ….هذا المال سيحفظها علي الاقل مما نراه من لجوئها لاحط المهن من أجل الحصول على احتياجاتها الحياتية …فكم راينا من جرائم لسفاحين كان أسبابها الاولي احتياج المرأة للمال ….فأخذوا منها ما أخذوا ثم القوا بها علي مشارف الطرقات
ضريبة بسيطة تسمي ضريبة الرحم تؤخذ من كل من أتي من هذا الرحم وفاء لصاحبة الرحم …تحل جزءا من معاناة المرأة
ولكن اتمنح تلك المنحة الرحمية لكل إمرأة في المطلق ام أن هناك ما ينظمها ويخصها بتلك المرأة التي ستكون اما بمعني الكلمة وانثي وزوجة تبني المجتمع وتؤدي رسالتها القومية علي أتم وجه ….نعم إنما تمنح لخريجات أكاديمية المرأة…ممن سيدخلون معنا تجربة التغيير …وسيلتزمون مع الدولة بمنهجية التحول المجتمعي
ولكن هل هذا هو كل شئ ….لا ابدا واطلاقا …فهناك ما هو اهم من ذلك بكثير جدا ألا وهو
تعليم المراة ……….وللحديث بقية