شعر و ادب

ظالمون تحت دثار المحبة

ظالمون تحت دثار المحبة

ظالمون تحت دثار المحبة

بقلم/ زيد الطهراوي

قد تستغرب مني حين أقول لك : لا تدعُ على الظالمين و لكن لا تستغرب يا صديقي فإن سبب نصيحتي هذه هي أن بعض الظالمين هم أحبابك الذين يؤذيك ما يؤذيهم و يبكيك ما يبكيهم و تسامحهم و يسامحونك و لو عقروا جوادك و سفكت دماء مشاعرهم
فتخشى أن تنالهم دعوة منك فيتضررون و تتألم بضررهم

و لعلك تخبرني أنك ستدعو على الظالمين و تستثني الأحبة فأقول لك ساعتها : إذا كنت عفوت عن الأحبة و ما كان لهم أن يظلموك فلا ثأر بينك و بينهم و لا نزال و لا خصومة
فالأولى أن تعفو عن هؤلاء الظالمين الذي لا يحبونك

و لعلك تخبرني أنك ترتاح حين تدعو عليهم فأقول لك ساعتها : إن الراحة المزعومة هي راحة مؤقتة كمن يلتقط السراب يظنه الارتواء الحقيقي فلا يظفر إلا بسعادة طارئة ليواجه بعدها الظمأ القاتل

فإذا عفوت و دعوت لهم و لك بالمغفرة و الهداية فسوف تحزن النفس قليلاً و تشعر بألم التضحية قليلا و لكنها بعد ذلك ستشعر بالسعادة كأنها شلال و سر تلك السعادة المتدفقة أنك طهرت قلبك من السواد و عقلك من التفكير الزائد و التوتر و قطفت آثار ذلك عناقيد طمأنينة و سكينة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى