مقالات

ظاهرة التسول وأثرها السلبى على الفرد والمجتمع

ظاهرة التسول وأثرها السلبى على الفرد والمجتمع

كتب .. حماده مبارك

التسول عمل لا تجوز ممارسته، إذ يعد إحدى الظواهر الخطيرة التي لها عواقب سلبية على كلٍ من الشخص المتسوّل نفسه الذي قد تُنتهك كرامته، وصورة المجتمع ككلّ أمام غيره من المجتمعات، كما قد ينتج عن هذه الظاهرة مشاكل نفسية، واجتماعية وصحية وغير ذلك.

الآثار النفسيّة على المتسول

يُعد تقدير الذات من السّمات الشخصية التي يحتاج الإنسان أن يتحلّى بها كي يعيش حياة طبيعيّة وكريمة، وليتصرّف بشكلٍ إيجابي في مجتمعه، فهذه السِّمة ترتبط بمدى احترام الشخص لنفسه، لذا يُمكن اعتبار تقدير الذات عاملاً مهماً يؤثر بالصحة النفسية للأشخاص،فعند ممارسة التسوّل والاعتياد على مشاكله وعلى مقدار الإهانة التي يتعرّض لها المتسوّل،إضافةً للصدمات النفسية التي يتعرض لها معظم المتسوّلون، سيقل مدى تقدير المتسوّل لذاته مما يؤثر اجتماعياً فيه،كما يقل تفاعله مع المجتمع بسبب فقدان كرامته واحترامه لذاته وبتالي تقل ثقته بنفسه.

آليّات للحد من ظاهرة التسوُّل إن انتشار ظاهرة التسوّل يُشكّل خطراً على المجتمعات، لذا لا بدّ من إيجاد حلول وآليات للحد من هذه الظاهرة ومن هذه الحلول والآليات.

التعاون بين الأطراف الحكومية وغير الحكومية: يتعيّن على الجهات الحكومية والخاصة التعاون للحد من هذه الظاهرة، إذ لا تستطيع جهة واحدة منهما إيجاد حل بمفردها، فيتعيّن على الجهات الخاصة متابعة المتسوّلين في الأماكن المختلفة ودراسة حالاتهم والعوامل التي تؤدي إلى التسوّل، ولتؤدي الجهات الخاصة عملها بشكل صحيح فإنها تحتاج لدعم الحكومة ومساندتها، فالجهات الخاصة تهتم بجمع البيانات الإحصائية لظاهرة التسوّل وتزوّدها للجهة الحكومية والتي بدورها تعمل على الاستفادة من هذه البيانات لحل المشكلة.

مؤسسات الرعاية الاجتماعية: عند تفعيل دور هذه المؤسسات سيكون لها الدور الفاعل في الحد من ظاهرة التسوّل، وعند تأسيس مؤسسات الرعاية الاجتماعية ينبغي مُراعاة أن تشمل خدماتها جميع المحتاجين وعدم تركيزها في أيدي قلة من الأفراد، ولتفعيل دور المؤسسات الاجتماعية ينبغي تشجيع الطبقة الغنية على التبرع وأداء الزكاة وتسهيل عملية التبرع من أجل دعم هذه المؤسسات، وفي حالة تمّ التعاون بين الأثرياء وهذه المؤسسات فإنها ستساعد على حل مشكلة التسوّل إضافةً لتوفير النقود للأيتام وجميع المحتاجين، كما أنها ستساعد على حل مشكلة حسد الفقراء للأغنياء.

الوعي الاجتماعي: من المهم توعية الأفراد من مخاطر التسوّل وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، ولتحقيق هذه الغاية ينبغي الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي كالإذاعة والتلفاز ومواقع الإنترنت والوصول إلى كافة الأفراد في كافة المناطق. تحسين النظرة للمتسوّلين: من أجل الحد من ظاهرة التسوّل ينبغي على كلّ فرد أن ينظر لهذه المشكلة من جميع الجوانب وعدم التركيز في إلقاء اللوم كلّه على المتسوّلين وإظهارهم بالشكل السلبي، أو حتى النظر إليهم كأعداء أو إهانتهم ممّا يشكّل إحباطاً نفسياً للمتسوّلين، إذ إنّ شعور المتسوّل بالرفض من قِبل مجتمعه ستنتهي به بأن يصبح مجرماً، لذا ينبغي مساعدتهم للإقلاع عن التسوّل واكتشاف مواطن القوّة لديهم ومواهبهم وتشجيعهم للاستفادة منها وتوظيفها بالطريق الصحيح.

الاهتمام بالجانب الأخلاقي للأفراد: ينبغي الالتزام بالقوانين بدافع داخلي من الفرد، وليس بسبب الخوف من العقوبة، وللوصول إلى هذه المرحلة يأتي دور التعاليم الدينية في غرس القيم لدى الأفراد وخصوصاً الأطفال والتأكد من إعداد تربية أخلاقية قائمة على الفهم الصحيح لتعاليم الدين وبعيدة عن التشدد، وهذا دور العلماء والذي يتمثّل في شرح الدين بصورة صحيحة وإعداد جيل بتربية أخلاقية ودينية قادر على التمييز بين التصرفات الصحيحة عن التصرفات غير الصحيحة كالتسوّل بحيث يكون ترك هذه التصرفات نابع عن قناعة داخلية. إبراز دور التعليم: يُعد التعليم أقوى الحلول للحد من ظاهرة التسوّل، لذا ينبغي إعداد نظام تعليمي قوي يعتمد على القيم والتعاليم الدينية إضافة للمعارف، وبشكلٍ متوازن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى