عبده المشتاق: بين حلم الكرسي البرلماني وحقيقة المشهد السياسي

عبده المشتاق: بين حلم الكرسي البرلماني وحقيقة المشهد السياسي
كتب أشرف ماهر ضلع
في الساحة السياسية، يبرز نوع من الأشخاص الذين نطلق عليهم مجازًا “عبده المشتاق”، أولئك الذين يسعون جاهدين لدخول البرلمان، حيث يتحول هذا الحلم إلى هدف محوري يشغل حياتهم بالكامل. هم لا يدخرون جهدًا، مستخدمين كافة الوسائل المتاحة، بدءًا من الأنشطة الاجتماعية وانتهاءً بالتودد إلى القيادات والنشطاء السياسيين، مرورًا باستغلال صفحات التواصل الاجتماعي.
صفحات التواصل الاجتماعي: منصة الحلم
يعد العالم الافتراضي هو ساحة المعركة الأولى لعبده المشتاق. ينشئ صفحات مخصصة تحمل صورته وشعارات زاهية، وشعارات رنانة تدعو للتغيير وخدمة المواطن. يبدأ بنشر مقاطع فيديو قصيرة يظهر فيها متحدثًا عن قضايا مجتمعية مثل البطالة، التعليم، أو البنية التحتية، مستعرضًا نفسه كـ”ابن الشعب” وحامل همومه.
ليس ذلك فحسب، بل يتفاعل مع كل منشور محلي على مواقع التواصل، ويحرص على التعليق بكلمات توحي بالتعاطف والدعم، ليبني صورة القائد القريب من الناس.
الأنشطة الاجتماعية: طوق الوصول إلى الناس
يدرك عبده المشتاق أهمية الظهور على الأرض، فلا يكتفي بالعمل الرقمي. ينظم لقاءات شعبية، يزور المستشفيات، يوزع مساعدات غذائية، ويدعم الأنشطة الرياضية. في كل مناسبة، لا يفوّت فرصة لالتقاط الصور مع المواطنين البسطاء، مؤكدًا أنه “منهم ولهم”.
وفي الأعياد والمناسبات، نجده يحرص على التواجد بين الجموع، يقدم التهاني هنا، ويتعهد هناك بتحقيق آمال المواطنين حال فوزه بالمقعد البرلماني.
التودد للقادة: دبلوماسية عبده المشتاق
لا ينسى عبده المشتاق البعد السياسي في رحلته نحو البرلمان. يتقرب من القيادات المحلية والشخصيات المؤثرة، سواءً كانوا من السياسيين، رجال الأعمال، أو رجال الدين. يجيد فن المجاملة والظهور بمظهر التابع الوفي، ويحرص على حضور أي تجمع رسمي أو مناسبة اجتماعية يكون فيها هؤلاء القادة.
كذلك، يسعى لاقتناص دعم الأحزاب السياسية الكبرى، فيظهر مرونة شديدة في تغيير مواقفه وتوجهاته بما يتماشى مع التوجه العام للحزب الذي يطمح في الحصول على دعمه.
الوجه الآخر لعبده المشتاق
ورغم كل هذه الجهود، غالبًا ما يُتهم “عبده المشتاق” بالسطحية والنفاق السياسي. فبعضهم يفتقر إلى رؤية حقيقية أو خطة واضحة لتحقيق التغيير الذي يدّعون السعي إليه. وقد يرى المواطنون أن هذه التحركات لا تعدو كونها استغلالًا للمواطن البسيط وشعارات زائفة تسقط فور انتهاء الانتخابات.
عبده المشتاق ليس فردًا بعينه، بل هو ظاهرة تعكس طموحًا مفرطًا يصل أحيانًا إلى حد الغلو. وبينما تتباين الآراء حولهم، يبقى التحدي الحقيقي أمام الناخب هو فرز من يملك الكفاءة الحقيقية لخدمة المجتمع من أولئك الذين يسعون فقط لتحقيق أحلامهم الشخصية.