عصام الحضري: بين الحزن والشهرة
عصام الحضري: بين الحزن والشهرة – هل كان تصرفه مع معجبيه خلال جنازة والدته صائبًا؟

عصام الحضري: بين الحزن والشهرة – هل كان تصرفه مع معجبيه خلال جنازة والدته صائبًا؟
بقلم ….محمود سعيد برغش
في حادثة أثارت الكثير من النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي، قام حارس المرمى المصري الأسطوري عصام الحضري بالتقاط صور مع معجبيه أثناء جنازة والدته. قد تكون هذه اللحظة صادمة للبعض، في حين أنها قد تحمل دلالات مختلفة بالنسبة لآخرين.
حزن واحتشاد المشاعر
عصام الحضري، الذي يعتبر واحدًا من أشهر وأعظم حراس المرمى في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية، مر بوقت عصيب بعد وفاة والدته. الجنازات هي لحظات مليئة بالحزن والفقد، حيث يتجمع الأهل والأصدقاء للتعبير عن مواساتهم، ويحاول الجميع التخفيف عن الحزين. لكن في وسط هذه الأجواء، جاء تصرف الحضري ليضيف بعض الغرابة إلى الموقف.
قد يرى البعض أن التقاط الصور في جنازة قد يبدو تصرفًا غير لائق أو غير محترم للمكانة الاجتماعية لهذه المناسبة، حيث يعتبر الكثيرون أن الجنازات يجب أن تكون مناسبة للتأمل في الحياة والموت والراحة النفسية، بعيدا عن الأضواء والكاميرات.
المعجبون والإنسانية
من جهة أخرى، قد يتفهم البعض موقف الحضري على أنه محاولة لتلبية رغبات معجبيه الذين تربطهم به علاقة خاصة. عشاق الرياضة في مصر وخاصة كرة القدم يملكون ارتباطًا عاطفيًا قويًا مع لاعبيهم المفضلين، وهذا الارتباط يمكن أن يدفعهم إلى التفاعل معهم في أي وقت، حتى في الأوقات الصعبة. قد يرى البعض أن هذا التصرف كان عبارة عن لفتة تعبيرية عن شكر الحضري لمن دعموه طوال مسيرته، حتى في لحظات الحزن.
وفي المجتمعات التي يهيمن فيها التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت مشاركة لحظات الحياة اليومية، سواء كانت مفرحة أو حزينة، أمرًا مألوفًا. وربما قد يكون الحضري قد أراد أن يظل قريبًا من معجبيه، حتى في مثل هذه اللحظات العاطفية، وهو ما يراه البعض تعبيرًا عن احترام الجمهور وحبهم له.
التوازن بين الشهرة والخصوصية
قد يكون ما فعله الحضري في جنازة والدته بمثابة تعبير عن التحدي بين حاجته إلى الخصوصية كإنسان وبين كونه شخصية عامة. فعندما تكون شخصًا مشهورًا، يصبح من الصعب الفصل بين حياتك الشخصية وعلاقتك بالجمهور. وعادة ما يتوقع المعجبون رؤية نجومهم في كل اللحظات، الجيدة والسيئة على حد سواء.
من المؤكد أن بعض الأشخاص يرون أن الشهرة يجب أن تأتي مع تضحيات، حيث يتم وضع حياة المشاهير تحت مجهر من التوقعات. وفي هذه الحالة، قد يُنظر إلى تصرف الحضري على أنه جزء من التوازن الذي يسعى لتحقيقه بين احترام الحزن الشخصي وواجباته تجاه جمهوره.
خاتمة
في النهاية، يبقى تصرف عصام الحضري في جنازة والدته موضوعًا للنقاش. من ناحية، يمكن أن نعتبره تصرفًا غير ملائم، لكنه قد يعكس التحديات التي يواجهها الأشخاص الذين يعيشون تحت الأضواء، حيث يظل من المهم فهم السياق العاطفي وراء هذا التصرف. ومن ناحية أخرى، قد يكون التصرف مجرد تعبير عن الشكر والوفاء لمعجبيه في لحظة صعبة، ما يظهر جانبًا إنسانيًا آخر للشخصية العامة.
إن مثل هذه اللحظات تبرز التوتر بين الحياة الشخصية والعامة، وتذكّرنا بأن المشاهير ليسوا فقط شخصيات في الساحة العامة، بل أيضًا أفراد لهم مشاعر وتجارب إنسانية يتعاملون معها مثل أي شخص آخر.
محمود سعيدبرغش