
عصفور جذل في ثوب داكن
بقلم/ زيد الطهراوي
لا يختبئ من الأهوال و إن زهقت نفس من سهم خائن
و سيصرخ أحياناً لكن لا يستغني عن أسراب الهمس
هذا العصفور البشري يخالف في التفكير جماعات الأموات
و يصارح أحياء العالم بالموت المستشري كمدائن
و بُعَيْدَ الحكم عليه بنفي و صنوف القهر الأعتى و زئير البأس
قال لكل المنتظرين رحيل الفكر الممزوج بعطر كامن :
قد أغرس أجمل أزهار الحلم و قد أحفر قبري بالفأس
قد أنتظر الموت و لكني لا أخضع لليأس
منذ زمان كنت رأيت الأشجار تفور
و تجدد درباً نحو الحرية
و تعد لقلبي من ثمر أجمل كأس
لأهاجر من جرحي المتلبد و الدمع الخائر
و أنا في كل بلادي أطمح للبوح المتجسد في أحزان النفس
لأعيش وحيداً مع أسراب الطير الهادر
و أجرد قلبي من أوجاع الأمس
يوماً ما سأغيب و لكن الغيبة تزخر بالوعد و حلم سافر
أحلام الطائر لا تورق إلا برسائل حدس.