على جناح الجمال..بقلم الشاعر الإدريسي رحال

على جناح الجمال
ركبت معشوقتي
و البحر همز و غمز و أسطر
على جناح أملي
ركبت و ركبت و ركبت
عباب المحيط أمخر
على يميني عيد من مارس
لليلتين خلت إن كنت أذكر
على جناح الطود
من جبال لا رواسي لها
ركبت زنزانة تعوم لأشطر
على يمين نفاثتي
رسوت و ما رسبت
بل عشقت الموج و كل الأبحر
أعوم في رحلتي
و أصرخ من علياء
و يسمعني صمت
و لأسفل الجناح أنظر
هناك أرقب غيايات أسافلي
و هناك أرى الموج
و قد ذاب في بعاد رؤياي
أراه كأوراق من زرقة تنشر
و البساط زرقاوين
سماء و أنا اللمجة
بين زرقاء عمق
و بطحاء لا أرى غير دسر
أنا الراكب
و هذه ملهمتي
من نوافدي أنظر و أبتسم و أنظر
في ديار كنت راكبها
معراج الآن و أقصر
أرى إسرائي و قد عانقت عمرانها
فهل يطول البعاد أم يقصر
و تحت ناظري أنسجة
و مغزل و أهداب من صوف لولبي
أعد و أحصي بياض السحاب
أعد و أحصى بياض الأيام في سواد
املأ تيجان كسرى
و قلبي المفتون يغمر
كلما انغمس في خلجاته
ذاب كالثلج المنضوح المُنثر
و أنا الراحل من حروفي أسماؤها
و ها قد اختلط ماؤها
و اسنحال الدمع من مزن المحشر
ارقب الرماد مخالطا بياض الزمن
أرقب انفلات العمر لخريف
أرقب الخريف و هاذي الأوراق تنشر
يا صاحبي كل الدُّنى رحلات
و كل الحروب
مهزوم مكلوم أو محبور فمنتصر
خذ اللاءات تفز
و خذني رمقا و لقمة وهلة
تزدرد لوعتها فتطمر
خذني باقة من حياة
تنفسها لليلة واذكرني و لا تنكر
الإدريسي رحال