شعر و ادب

عَبّر بقلم ……. نور علاء تامِر

عَبّر بقلم ....... نور علاء تامِر

عَبّر

 

بقلم ……. نور علاء تامِر

 

هذا الصَّمت يتلو آيات الخيام

هل من مناد حَيّ على السّلام؟

إني أرسم ظلّي على الأيّام

إنّي أكتبُ ، خَوفي على الأقلام

رَبّي الحِبر يا أخي و اعطني بعَضَ الدّماء ، كُنا نَقول:

إنَّ الوجود يكمن بالرَّصاص تَرِّخ كلامي و الهيام بقذيفةٍ تدمي ما تبقّى فينا من حُطام ، هذه السّطور تسكنها معاناة ليل ، سهر ، اضطراب ، رصاصة الأحلام ، قالَ الظّلُّ لا إذاً أنا الآن لا.

قالَ الظّلُّ مُدَّ لي يدك يا صاحبي و اجرع من الوحدة ما استطعت فأنتَ الآن بينَ هذه الصّمت كلّه وحدك بينَ الرّصاص و الضحايا و الدّمار ، بينَ السّكون و الصّراخ و الجراح ، كَم كُنتَ وحدك فَلتُجِب؟ الآنَ يلزمك البقاء ، كَم كنتَ وحدك تنتحِر عَن ظهرِ سَطرٍ يَحتَضِر؟ كَم كنتَ وحدك ترتمي على ظهري و يهزمك القدر؟ كَم مَرَّة شارَكت دمعك مع المَطر؟ كَم مَرَّة قُلتَ للبوحِ انهمِر؟ و ما انهمَر إلّا القَمَر على عينيكَ بالسَّهَر ، كَم مَرَّة على جبينِ الليلِ مَرَّ النَّهار و انتَحَر؟ لا ، لا مَفَرّ أنتَ الآن تحيا وحدك على حُلُمٍ عَبَر ، فَعَبِّر عَمّا عَبَر كما شِئت بِكُلّ اللغات بالإنكليزية ، الإسبانية ، لَغَةُ البكاء ، صمتك العجوز ، بشرودك عَبِّر أو بقلبٍ سَلَّمَ و انكَسَر ، عَبِّر فهذه الجّدران تذرفُ الضَّجَر ، عَبِّر عَن حلمٍ تلاشى و انتشَر ، عَبِّر عَن حزنٍ لَمّا رآك تراجَعَ و انبَهَر عَبِّر ، عَبِّر قبلَ أن يأخذك شعور قَد انشطر ، بلا أقلام ، بلا أيام ، بلا أحلام ، بلا إيماء أو ارتخاء ، عَن بقاءٍ أو فناء عَبِّر!

ببسمةٍ ، بكلمةٍ ، بنبرةٍ ، بهمسةٍ ، بصرخةٍ ، بثورةٍ عَبِّر!

عَبِّر ولا تقلق لأجلِ قلبٍ كَفَر بالسَّطرِ مَرَّة و اعتذَر ، بلا خَوفٍ منهُ إذ ما غَفَر

عَبِّ بذنبك و اعتَبِر فأنتَ وحدك بلا رقيبٍ أو قريب و امسك الأقلام و اكسر حاجز الخَطَر ، اكسر العنوان و اكتُب بلا هويّة ولا تُقيّد سطورك بماضي الحَنين ، عَبِّر و استقم على سورة اللقاء مع الحياة و انتشي و أنتَ في الكَفَن بلا نَدم ، بلا نَدم فالمَوت صدقاً قَد عَبَر..

عَبِّر ولا تَسأل عَن كوني كَونٍ قَد جَهَر

عَبِّر ولا تسأل عن حُلمٍ فيكَ قد اندَحَر

عَبِّر ولا تسأل عند ندمٍ من فمكِ كَسَر القيود و انهمَر مثلَ المَطَر على القَمَر على الشَّجَر على القَدَر و ترك الأثر نقشاً على الحَجَر مِن هُنا مَرَّ دمُ العَرَب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى