(فتاوى شهر رجب) – إيناس إسماعيل

(فتاوى شهر رجب) – إيناس إسماعيل
فاليوم هو الثلاثاء ٠١ فبراير ٢٠٢٢ م – ٢٩ جُمادى الآخرة ١٤٤٣ هـ
حيث تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر رجب لهذا العام ١٤٤٣ هـ
وبهذه المناسبة الطيبة قمت بجمع أبرز الفتاوى التي حضرتني المتعلقة بشهر رجب، سائلاً الله العون والمدد والتوفيق، إنه ولي ذلك ومولاه،
ودونكم الأسئلة مع أجوبتها.
س1: ما معنى الأشهر الحُرم؟
ج: هي الأشهر الحُرُم التي حُرِّمَ فيها القتال.
س2: هل رجب من الأشهر الحُرم؟
ج: نعم، فالأشهر الحُرم هي ذي القعدة وذي الحجة ومحرم ورجب.
س3: ما هو شهر رجب؟
ج: هو شهر من الأشهر الحُرم يكون بين جمادى الآخر وشعبان، ورجب من الترجيب وهو التعظيم، وكان أهل الجاهلية يُعَظِّمونه جدًّا.
والجمع أرجاب. وإذا ضَموا إليه شعبان قالوا: رَجَبَانِ. والترجيب: التعظيم.
س4: ما صحة حديث: سُئِل عن سبب الإكثار من الصيام في شعبان، فقال: «ذاك شهر بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرْفَع فيه الأعمال إلى الله، وأُحِب أن يُرْفَع عملي وأنا صائم»؟
ج: هذا ضعيف لا يثبت.
س5: ما صحة حديث: رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي»؟
ج: هذا حديث ضعيف جدًّا لا يثبت.
س6: ما صحة حديث: «اللهم بَارِك لنا في رجب وشعبان، وبَلِّغنا رمضان»؟
ج: هذا حديث ضعيف جدًّا لا يثبت.
س7: ما صحة حديث: «مَن بَلَّغ الناس بحلول شهر رجب، حُرِّمَتْ عليه النار؟
ج: هذا كذب.
س8: اعتاد عوام الناس أن يصوموا الأول والثاني والثالث من أيام رجب فما حكم ذلك؟
ج: تشدد قوم في ذلك فحكموا على فاعل ذلك بالبدعة، وقولهم مردود، والصواب أن ذلك جائز على أقل تقدير؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن صام يومًا في سبيل الله، بَاعَد الله بينه وبين النار سبعين خريفًا».
س9: اعتاد بعض الناس ذبح بقرة أو شاة في شهر رجب وتوزيعها على الفقراء والمساكين، فما حكم ذلك؟
ج: إطعام الطعام في كل وقت مستحب في شهر رجب وفي غيره، والذبح لله وعلى اسم الله مستحب في كل وقت.
وبناءً عليه: فما اعتاد عليه الناس في هذا المقام فهو صنيع حسن جدًا.
س10: اعتاد الناس خاصة أهل مصر على الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في شهر رجب فما حكم ذلك؟
ج: اختلفوا في هذه المسألة على قولين، والراجح عندنا جواز ذلك، فالاحتفال جائز بإطعام الطعام والصلاة والصيام وذكر الله وتلاوة القرآن، وبكل مباح مالم يرُتكَب شرعي.
س11: هل ورد فضل لمن صام يوم27 من رجب؟
ج: لا أعلم فضلاً خاصًا في هذا، ومن صام فهو مثاب؛ لعموم الفضل الوارد لمن صام يومًا في سبيل الله ابتغاء وجه الله.
س12: اعتاد كثير من المصريون أن يقدموا مواسم (طعام وفواكه ونقود لبعض الأرحام والأقارب) في شهر رجب فما حكم ذلك؟
ج: هذا أمر حسن، وهو من صلة الرحم.
س13: هل ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته الكرام رضي الله عنهم، أن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان؟
ج: لا أعلم هذا ثابتًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلمه -في حدود اطلاعي- ثابتًا عن صحابته الكِرام رضوان الله عليهم، فقد ورد هذا عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بسند ضعيف.
وإنما هذا الكلام من قول الإمام الشافعي فقد قال في كتابه الأم: وبلغنا أنه كان يقال: وذكر الكلام المذكور في السؤال.
وعليه: فلا مانع أن يُكثر المرء من الدعاء في هذه الأوقات وفي غيرها خاصة الثلث الأخير من الليل.
س14: هل تتضاعف الحسنات والسيئات في الأشهر الحرم، والتي منها شهر رجب؟
ج: قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].
قال قتادة: فإن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا، من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظِّم من أمره ما شاء.
وقال أيضًا: إن الله اصطفى صَفَايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسُلا ومن الناس رسلا واصطفى من الكلام ذكرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضانَ والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة،
واصطفى من الليالي ليلةَ القدر، فعظِّموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظَّمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل.
قلتُ أحمد: لا أعلم نصًا يفيد تضاعف الحسنات أو السيئات في الأشهر الحُرم.