مقالات

(فريضة الحجّ)..بقلم منتجب سلامى

(فريضة الحجّ)..بقلم منتجب سلامىخ

غداً وفي السادس من آيّار المبارك سبصل الحُجّاجُ إلى الكعبة….

لكن ليس إلى الحجاز…

ولا إلى مكّة القبلة…

بل إلى قمح مقدّس زُرعَ في سنواتنا التسع العجاف…

إلى غراس الكبرياء التي تشرّف التراب بضمّ جذورها الأرجوانيّة…

فقد أصبح موسم الحجّ مُختصراً في السادس من آيّار…

والطواف شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً حول أضرحة من استحقّ تاج الخلود…..

فكلّ ضريح شهيدٍ في سوريّتي الغالية هو كعبةٌ جديدة لايقتلها الزمان…

هو كعبةٌ يؤمّها كلّ شريف تحصّن بإيمانه بالحقّ والعدالة….

وهنا لاتُرمى الجمرات…

بل تُرمى دموع الأشجان المخضّبة بالاعتزاز والموشّاة بالكرامة والإنسانيّة…..

هنا أمام عظمة الفداء تتحوّل الأحزان إلى أمّ ليست كالأمّهات…

إلى أمّ تحملُ جراحات الوطن …

إلى أمّ جمعت المروءات في قلبٍ صُهرَ واكتوى وذرف حتّى التمع وبرق وراح ينير…..

هنا أمام قداسة المُسجّى جسداً تركعُ النسور وتخلع جوانحها……

هنا تسجدُ الرجولات….

وهنا أوراق الغار والزيتون تُعمَّدُ بالخُضرة…..

هنا وفوق الضريح يضع حاتم الطائي تاج الكرم ويخجلُ من سخائه في التاريخ….

هنا تلوّنُ التضحياتُ العطاء بحمرة الشهادة….

هنا يضعُ الله جلّ وعلا جوهرةً من جنّته تلبسُ رفات الشهيد…..

هنا يموتُ الموتُ….

ويحيا الشهيد.

 

(منتجب علي سلامي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى