فضائل شهر رمضان وخصائصه العظيمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بمواسم الطاعات، وفضل بعض الأيام والشهور على بعض، وجعل شهر رمضان أعظم الشهور وأفضلها، فيه تتنزل الرحمات وتغفر الذنوب وتعتق الرقاب من النيران.
مقدمة
اقتضت حكمة الله تعالى تفضيل بعض الأوقات على بعض، فجعل ليلة القدر خيرًا من ألف شهر، وجعل العشر الأواخر من رمضان أفضل ليالي السنة، وخصّ هذا الشهر بفضائل عظيمة تميزه عن غيره من الشهور، فهو شهر الصيام والقرآن والقيام، وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
فضائل شهر رمضان وخصائصه
1- شهر تُفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار
عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
“هذا شهر رمضان جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين” (أحمد والنسائي).
وهذا يدل على أن رمضان فرصة عظيمة للطاعة، حيث يهيئ الله الأجواء للعبادة، ويقل تأثير الشياطين في إغواء المؤمنين.
2- فضل أول ليلة في رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
“إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة” (الترمذي وابن ماجه).
وهذا يدل على أن رحمة الله واسعة في رمضان، حيث يُكتب العتق من النار لكثير من العباد.
3- صيام رمضان سبب لمغفرة الذنوب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
“من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (البخاري ومسلم).
كما أن قيام ليالي رمضان سبب لمغفرة الذنوب، حيث قال النبي ﷺ:
“من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).
4- في رمضان ليلة خير من ألف شهر
قال الله تعالى:
“لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ” (القدر: 3).
وهذه الليلة المباركة من أعظم المنح الإلهية، حيث تُضاعف فيها الأعمال، وتتنزل الملائكة بالرحمات والبركات، ومن قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
5- الصيام سبب للتقوى
قال الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183).
فالصيام يربي النفس على الطاعة وكبح الشهوات، ويجعل الإنسان أكثر قربًا من الله تعالى.
6- شهر رمضان شهر القرآن
قال الله تعالى:
“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ” (البقرة: 185).
وقد كان النبي ﷺ يكثر من تلاوة القرآن في رمضان، وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن كل ليلة في هذا الشهر الكريم.
7- شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
“أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم” (النسائي وأحمد).
وهذا يدل على أن رمضان شهر رحمة وفرصة عظيمة للفوز بالجنة والنجاة من النار.
8- شهر الصدقة والجود والإحسان
كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حيث قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
“كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة” (البخاري ومسلم).
لذلك، يُستحب الإكثار من الصدقات في رمضان ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
9- الصائم له دعوة لا تُرد
قال النبي ﷺ:
“ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم” (الترمذي).
وهذا يدل على أن دعاء الصائم مستجاب، وخاصة عند الإفطار، لذا ينبغي اغتنام هذه اللحظات بالدعاء والتضرع إلى الله.
10- فيه صلاة التراويح وهي سنة مؤكدة
كان النبي ﷺ يحث الصحابة على قيام الليل في رمضان، حيث قال:
“من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).
وصلاة التراويح سنة مؤكدة يجتمع المسلمون لأدائها في المساجد، وهي فرصة عظيمة للتقرب إلى الله وزيادة الحسنات.
كيف نستثمر رمضان؟
لاغتنام هذا الشهر الكريم، ينبغي:
1. المداومة على قراءة القرآن: اجعل لنفسك وردًا يوميًا لختم القرآن أو قراءة ما تيسر منه.
2. الإكثار من الدعاء والاستغفار: استغل الأوقات الفاضلة مثل السحر والإفطار وليلة القدر في الدعاء.
3. الحرص على الصدقة: تصدق بما تستطيع، ولو بالقليل، فالله يضاعف الأجر.
4. محاسبة النفس والتوبة: استغل رمضان في تصحيح أخطائك والتوبة من الذنوب.
5. قيام الليل والاعتكاف: حاول المداومة على صلاة التراويح والتهجد، خاصة في العشر الأواخر.
6. الإحسان إلى الناس: سامح من أخطأ بحقك، وأحسن إلى أهلك وجيرانك.
خاتمة
رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله ونيل مغفرته، فهو شهر مليء بالرحمات والخيرات. فلنجعله بداية جديدة للثبات على الطاعة والتغيير نحو الأفضل، عسى أن نكون من الفائزين بجنات النعيم.
نسأل الله أن يبلغنا رمضان، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يجعلنا من عتقائه من النار.
