Uncategorized
فعالية شعرية حاشدة في الملتقى الثقافي العراقي في دمشق

فعالية شعرية حاشدة في الملتقى الثقافي العراقي في دمشق
محمد نذير جبر
وسط حضورٍ نوعيٍّ وحاشد أقام المركز الثقافي العراقي في دمشق ملتقاه الشعري الشهري بإدارة الشاعر المهندس جمال المصري وقد تنوعت القصائد بين الغزلية والوجدانية وتلك التي شكلت الحرب ومنعكساتها على الإنسان السوري محوراً فيها .. كما تنوعت أساليب الكتابة الشعرية
فقد آثر بعض المشاركين، المشاركة بقصائد من الشعر العامودي وما يسمى بقصائد التفعيلة بينما اختارت معظم الشاعرات قصيدة النثر والخواطر الشعرية.. وقد ضمت الفعالية أسماءً بارزة في المشهد الشعري الدمشقي وهم الشعراء والشاعرات:
إيمان موصللي ، أحلام بناوي ، د.أسامة حمود ، قاسم فرحات .. ومشاركات أخرى لشعراء وشاعرات متميزين من الجيل الصاعد وهم جود الدمشقي ، آيات جوبان والكاتبة نور أبو قرعة.
ومن الأسماء البارزة التي شكلت ضيوف شرف للفعالية الشاعر صالح هواري والشاعر محمود حامد .. كما شارك أيضاً الشاعر غدير اسماعيل.
قدمت الشاعرة إيمان موصللي عدة قصائد ومنها (الحياة امرأة ، آخر مايقال بلسان وطن ، ذهب مع الريح) ومما ألقته الشاعرة من ديوان كريستال من قصيدة “ذهب مع الريح” نقتطف:
كانت الشمس قريبة
والرياح باردة
اعتَلى كومة من قشّ
ومنحها قبلة الموت
على مرأى من القطط الشاردة
والذئاب المفترسة
جسده فزّاعة عصافير
وقلبها مزمار
لا فائدة من الصراخ
حنجرتها تفاحة مقضومة
عدّلت ربطة عنقه
نفضت رماد قلبها
من على كتفيّه
أشعلت غليونه
بشرارة لهفتها الأخيرة
اقتلعت ظلّه الطويل
من جسدها النحيل
ومضت
لتنام على وسادتها الخالية
مغمضة القلب
طليقة
غداً في الصباح
ستمزّق رواية (الأطلال)
و تنعيها
في قصيدة هجاء
ستطلق الرصاص
على أبطال الورق المقوّى
وتشاهد للمرة الألف فيلم
(مارغريت ميتشل)
ذهب مع الريح.
وعقب ذلك قدمت الشاعرة آيات جوبان عدة قصائد (قلب أسود ، طير العمر ، حب مع وقف التنفيذ) وامتازت بالإلقاء الساحر والمتناسب مع الحالة الشعورية وموضوع القصيدة ،كما قامت بالاستناد إلى الموروث الديني.. ومما قرأته جوبان نقتطف:
وهل كمثله شيء
قد لامني الصبح الحزين بطله
وبخافقي وجدٌ أنوء بحمله
ياحاسب النور المطل لمهجتي
رحماك في صب رجاك بسؤله
أنا عين يعقوب التي قطرت دماً
لقميص يوسف تستشف بكحله
صلاة الحب..
علام أفتش عن ساعديّا
وأسلو بقلبيَ حباً جليّا
يمر الصباج وأنت بقربي
فألقاك تهفو نقيا نديّا.
وبدوره قدم الشاعر جود الدمشقي قصائد وجدانية تعبر عن ريادته بالشعر العامودي وهي (تناقض ، مدهمتان ، مريض نفسي):
أنا المحمومُ بالعقلِ الرصينِ
أكفره فأكفرُ في يقينِ
دخلتُ به وأحداقي بياضٌ
خرجتُ كأنني ماء العيونِ
شنقتُ بأبهري شيطانَ قلبي
فإنْ يشتاق تخنقهُ ظنوني
أنا أحتاج أنثى غير أني
أحجُ لوحدتي حجَ المجون
أحبكِ عانقيني غيرَ أني
أحبكِ فارحلني عني وخوني
شهيُّ أن أرى صدراً فخوراً
وأشهى أن تُذلله عيوني
أريدُ حبيبةً تهوى مزاجي
وتكرههُ لأنشى في جنوني.
وقدم الشاعر قاسم فرحات عدة قصائد وجدانية اكتنزت العديد من فنيات كتابة الشعر كالانزياحات والتشابيه والاستعارات الموفقة المميزة ومن عناوين مشاركاته نقتطف: (هذه القصيدة من عينيك أسقيها ، غاب الطريق ، غريب ، ميلاد ، سراب).
وحدي أسامر حيرتي وأحلُ عشبَ الأسئلةْ
هل كان ماضينا قبيحًا كل هذا الحدِ حتى نقتلهْ
هل كان شعر الحلم أطول من أصابيع وقتنا لم نستطع أن نجدلهْ
هل كان ماضينا غريبًا
مثل حاضرنا الغريبْ
قل إنهُ عمرٌ عجيبْ
والآن أنهض لا لشيء
بل لأقترف الحكاية من جديدْ
فلربما عما قليل سوف تتسم الدقائقْ
وأعيد ترتيب الجهاتْ
وأعيد ترميم الحقائقْ
ولربما عما قليل لاح دربُ الأغنياتْ
ولربما طل الغد الآتي غريبًا مثل حاضرنا الغريبْ
قل إنه عمر عجيب.
وعقب ذلك قدمت الشاعرة أحلام بناوي قصائداً كان المكان بطلاً فيها كما قال الشاعر جمال المصري مدير الفعالية وقد اعتمدت في بعض أوزان الخليل وفي بعضها الآخر التفعيلة والشعر المحكي.
ومما قدمته الشاعرة من الشعر المحكي نقتطف:
متل البرد انتي سبب علّة/ي
العلّة الجميلة/ي عالقلب والروح
قلّي .. وقلّي حاولي تضلّي
و متل النّعَس بتغَلغِلي بالعين
من دون إذن العين بتطلّي
لا عرفت كيف و ايمتى ومن وين
متل الكذب .. منخاف انو نصدّقوا
ومتل الحقيقة يوم تتجَلّي
بتترسّبي بي كعب هاك القلب
مسحات بنّ بكعب شي دلّي
و بتبصمي بآخر الفنجان
طاقة بياضك وين ما تحلّي
قلي .. وقلي للحكي عطشان
عم تشعلي شموعك بعتم الروح
وعم انتظر
ايمت رح تصلّي ؟!
وقدم الدكتور أسامة الحمود قصائد غزلية ووجدانية بإلقاء معبر ومنها قصيدتي (تبسمي ، إفك)
تلكَ الفُصُـولُ الباهِتاتُ طَوَيتُها
في بحرِ أسـرَارِ القَصِيدِ رَمَيتُها
كالماءِ في الغِربالِ شأنُ طِباعِها
شَططًا تُعاوِدُ بعدَ إذ أصلحتُهــا
بالأمسِ أزجَتْ في النَّقاءِ رسائِلًا
فحَسِبتُنِي من غفلةٍ أيقَظتُـــــها
فإذا الرَّســائلُ كأسَ إفكٍ غَرَّنِي
وكأنَّنِي – مثلَ الظَّميِّ – شَـربتُها
وأنا الذي أشــرعتُ بابَ جُنُونِها
كقصِيـــدةٍ في خاطِري أطلقتُها
وجعَلتُـــها لفضــاءِ رُوحِــي غُرَّةً
بِدَمِ الوَفــا، لا بالمِــدَادِ خَططتُها
وكَسَوتُها نبضِي، وصفوَةَ خافِقِي
ونَفَختُ سِحرَ صَبابَتِي، فخَلَقتُها
ومَنَحتُها سِــرَّ الخُلودِ، ودَهشَـــةً
وبكـلِّ أســــماءِ البَهــــا أنبأتُهـــــا
هجَّــــأتُها، شذَّبتُهـــــا، هذَّبتُهـــــا
وأميــرةً في خِـــدرِها صيَّرتُهــــا.
وقرأت نور أبو قرعة نصًا ورسالة أدبية وصفها الشاعر جمال المصري بأنها متمكنة من أدواتها الإبداعية وتجيد كتابة الصور الفريدة.
ومما قدمته نور نقتطف:
(لهيبٌ بارد)
ليلةٌ مطريةٌ، سماءٌ تحتفي بالغيوم، مِظلّاتُ عشاقٍ، السِّرُ يسيرُ على قدمينِ بهيئةِ رَجُلٍ ذو معطفٍ سميك.
استجداءُ رحمةٍ على رصيفٍ يتمثّلُ بامرأةٍ تُعانقُ طِفلها كي تقيَهِ من العالم.
سياراتٌ مُغطاةٌ بغموضٍ أسودِ اللونِ و كأنّ صاحبَها يخشى أن يتسلّلَ إلى خصوصيتهِ أحد.
_كلُّ الناسِ يهربونَ إلى منازلهم، رغمَ أنّهم يقولونَ:إنّهم يحبّونَ المطر، و لكن في الحقيقةِ نحنُ نَهربُ ممّن نُحبّهم لِئّلا تتعرى حاجتُنا أمامَهم.
هي الحياةُ:مألوفةٌ بغرابتها، مُعقدةُ ببساطتها، صغيرةٌ رغم اتساعها.
_العجيبُ في الأمر أنّهُ الفصلُ ذاتُهُ، إلا أنّهُ يمرُّ سريعاً على مَن يملكُ مدفأةً من زجاجٍ أو حديدٍ أو بشر.
….. يمرُّ الشتاءُ على مَن لا يتحسّسُ جليدَ أصابعهِ سواه: كطفلٍ يمشي بطيئاً لأنهُ لم يُثبتْ خطواتِهِ على الأرضِ بعد.
_مَن ليس بجوارهِ حبيبٌ كيف يحبُّ الشتاء؟.
ثم ألقى ضيوف الشرف صالح الهواري ، أ.محمود حامد أبيات شعرية وجدانية تلامس العاطفة
ولم تنل مشاركة غازي عودة الصالحي بما أسماه الشعر المحكي استحسان الحضور.
وكان الختام مع قصيدة للشاعر جمال المصري
بعنوان (موت مؤقت).
