
فقر الدم وحكومة الفقر !
بقلم / وجيه الصقار
كشف مجلس الوزراء بيانا خطيرا عن ارتفاع نسبة الإصابة بفقر الدم اوالأنيميا بين المصريين إلى 40%، وأظن أن النسبة أكثر بكثير، بعد زيادة نسبة الفقر ، فلا يستطيعون توفير غذاء جيد لهم وأولادهم، على يد حكومة الفقر التى جردت الإنسان من أسس المعيشة بالغلاء الفادح غير المبرر مع حصار الديون التى لا تحصى،
وأعلن المجلس عزمه على خلط مادة الحديد بالخبز، لمواجهة هذه الأزمة. وما يلفت النظر أن المجلس يكشف الجهل الصحى لدى القائمين، ذلك لأن نقص الحديد ناتج عن نقص الغذاء الأساسى لمدد طويلة من اللحوم والفاكهة وغيرها، مع استحالة توفير الغذاء الجيد للأسرة البسيطة، وأصبح الخبز هو الملجأ الوحيد لحشو المعدة،
فانتشرت أعراض الأنيميا مثل الشعور بالتعب المزمن، وشحوب البشرة، وضيق التنفس، ومن علاماته الواضحة أيضا قصر القامة وتقزم الاطفال وانخفاض المناعة والإصابة بالأمراض مبكرا، ويعيش المواطن عالة مرضية على المجتمع مع الهزال والضعف الشديد حتى الإصابة بأمراض القلب وإجهاض حالات الحمل، فالاستثمار الحقيقى للحكومة للأسف لا يتجه لبناء الإنسان الآن، مع قصور فى الأداء الطبى مما جعل الغذاء المدرسى الذى لا يصل الطالب ضرورة قصوى، أما ما يكشف الجهل الفادح فى هذا القرار فهو أن توفير الحديد بالخبز لن يفيد المواطن لأن امتصاصه بالجسم مرتبط بتوفير فيتامين C وفيتامين B12 ، وحمض الفوليك، ولن تضاف للخبز طبعا، لأن لها تكالبف إضافية عالية، كما أنها تفقد قيمتها الغذائية بمرور العيش مع نار الأفران.
وربما يرجع نقص الحديد للأمراض المزمنة وتحتاج توفير علاج حقيقى، وبدلا من ذلك فالحكومة مطالبة بإنقاذ حقيقى للمصريين بتوفير أغذية ولحوم وخضر بأسعار مناسبة لدخولهم أو مدعومة بمبالغ كبيرة حفاظا على طاقة الشعب وانتاجه، ومراعاة البعد الإنسانى، وخفض حالة التوتر والقلق الذى يعيش فيه المواطن حاليا، وهو أحد أسباب الأنيميا، فضلا عن تنظيم حملة شاملة للرعاية الطبية الصحية والغذائية فى مختلف الأقاليم المشهورة بانتشار الفقر .وتوفير الغذاء قبل الدواء.