ثقافة وفن

“فوبيا”… مسرحية تصرخ ضد الظلم وتنتصر للمرأة

"فوبيا"... مسرحية تصرخ ضد الظلم وتنتصر للمرأة


“فوبيا”… مسرحية تصرخ ضد الظلم وتنتصر للمرأة

تونس – الكاف | إعداد: رفيقة قادري

حين يصبح المسرح منصة للبوح والاحتجاج، تخرج “فوبيا” من حدود الفن إلى مساحة الوعي، لترفع الصوت عاليًا في وجه الظلم والاضطهاد الذي عانته المرأة منذ فجر التاريخ.

في الدورة السادسة لمهرجان سيكافينيريا الدولي لمسرح الشارع بالكاف – تونس، أبهر الوفد العراقي الحضور بعمل مسرحي قوي المضمون والرسالة، حمل توقيع فرقة مسرح البصرة وأداءً مميزًا لأبطاله، وسط تصفيقٍ حارٍ من جمهور لم يكتفِ بالمشاهدة، بل تفاعل وجدانيًا مع كل صرخة

فوبيا… صرخة ضد الذكورية المتجذّرة

العمل المسرحي “فوبيا” لم يكن ترفًا إبداعيًا، بل جاء ليُشخص جراح المرأة في عالم يُدار بامتياز وفق منطق ذكوري قاسٍ.

منذ وأد البنات، إلى تسليع المرأة والمتاجرة بها، إلى حبسها في أدوار النمطية من ذلّ وخدمة وإخضاع… تساءل العرض بمرارة:

متى تُعامَل المرأة ككائن حرّ لا كسلعة؟

في هذا السياق، شكّل العرض بحثًا دراميًا عن علاج جماعي لأوجاع النساء، واستنكارًا جريئًا لكل من يكرّس العنف والتمييز.

جوائز وتكريم… وتدخّل لعودة العالقين

تُوّج العرض بعدة جوائز قيّمة في المهرجان، تقديرًا لقوّته الفنية وجرأته الموضوعية.

لكن لحظة التتويج لم تكن نهاية القصة، بل بداية لتحدٍّ إنساني جديد. فبسبب الحرب بين إيران والكيان الصهيوني، تعطّلت رحلة العودة للفرقة العراقية، ووجد أفرادها أنفسهم عالقين في تونس.

هنا، برز دور الدكتور جبار جودي، نقيب الفنانين العراقيين، الذي تحرّك بكل جرأة ومسؤولية، ميسّرًا إجراءات العودة ومثبتًا أن الفن لا يُترك في العراء.

في الختام… “فوبيا” ليست مجرد مسرح

“فوبيا” هي أكثر من مسرحية.

هي صرخة.

هي وقفة.

هي مقاومة ناعمة تنطق باسم المقهورات، وتدافع عن الإنسانية حين تغيب العدالة.

وهي أيضًا، مثال حي على أن الفن حين يحمل قضية، يصبح فعلًا تحرّريًا لا يُنسى.

 

من الخمس إلى الكاف.. “عم تبحث” يَقتنص التصفيق والجوائز

تونس – الكاف | إعداد: رفيقة قادري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى