مقالات

((في بلدنا))بقلم المنتجب علي سلامي

((في بلدنا))بقلم المنتجب علي سلامي
في بلدنا أولى الأبجديّات وأولى البطاقات الذّكيّة….
في بلدنا تحيا النّقائض فلايموت الفرزدق ولا يموت جرير ولايموت الأخطل الكبير….
في بلدنا مازال عروة بن الورد يسعى للغنى ومازال يرى أنّ النّاس شرّهم الفقير…..
في بلدنا لايموت الشّنفرى وتأبّط شرّاً ولايموت الصّعاليك ….
ومازالت قبيلتا عبس وذبيان تتصارعان…..
وعنترة مازال يعشق عبلة ويقبّل السّيوف التي تلمع كبارق ثغرها المُتبسّم ،وهو يحلم بإطلاق سراحه من عبوديّته وسواد وجهه….
ومازال المجنون قيس يبحث لاهثاً مُتعباً مُشتاقاً عن ليلاه في الواديين ويذرف الدّموع الحزينة الحالمة…..
ومازال شهريار يتحسّس مقبض السّيف وينتظر حكايا شهرزاد وألف ليلة وليلة ومازالت شهريار تماطل في ساعة ذبحها…..
ومازالت الخنساء تبكي صخرها والزّير سالم يبكي كليبه…..
ومازال الإخوة يخطّطون ليوقعوا يوسف في البئر ومازالوا يتّهمون الذئب بافتراسه و هم يحملون القميص الملطّخ….
ومازال أثرياء الجاحظ وتجّاره بخلاء ساخرين مخادعين محتكرين….
وما زال العرب يبكون على الأطلال ويسجدون للمعلّقات على الكعبة……
ومازال سوق عكاظ يتاجر أصحاب خيمته بسلع الكلمات ومطوّلاتها ويبيعونها بالمزاد العلني….
ومازالت المرأة العربيّة تصرخ وا معنصماه، وتنتظر أن يستيقظ جيشه ويشهر صفائحه البيضاء…….
ومازال الشعراء ينتظرون نسمة تحمل قشّةً ممّا يرفّ ببيدر البلد المحتلّ…..
ومازال محمّد الدرّة يُقتَل يوميّاً بالرّصاص وهو يختبئ في حضن أبيه….

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى