
“في حب بلاد طيبة” بقلم حنان امين سيف
حب الوطن واجب على كل مواطن شريف، والحب لا يكون بالكلام فقط، بل لابد أن يترجم لأفعال، وطني أدافع عنه وأصونه عند أي محنة أو خطر يهدده وأفديه بروحي، حب الوطن ليس شعارات وكلمات، حب الوطن نار لا تنطفئ مهما عصفت بها الحياة حب الوطن بذرة قوية قادرة على النمو سواء في وقت السلم أو الحرب .
حب الوطن هو أسمى معاني الانتماء، حب الوطن هو فطرة إنسانية، وهو شعور يولد مع الإنسان ويزداد رسوخًا في قلبه كلما كبر وعاش على أرضه الوطن هو الأسرة الكبيرة التي تجمعنا، وهو الأمان الذي نشعر به، الوطن ليس مجرد قطعة أرض، بل هو تاريخ وحضارة، وهو عادات وتقاليد، وهو قيم وأخلاق
الوطن هو الروح التي تسكن فينا، هو الانتماء الذي يجمعنا، والوحدة التي تقوينا الوطن هو الحضن الذي يحتضن أبناءه، الوطن نعمة كبيرة من الله تعالى ان نعرف وطننا ونعيش فيه ونلجأ له في حالة التوهة في العالم، ومن هنا تأتى أهمية الوطن التي لا يمكن وصفها باى كلمات ممكن ان تقال.
الوطن ليس مجرد أرض تضمنا جميعًا تحت جناحيها، فهو روح تسكن فينا ونسكن فيها، حب الوطن فطرة ألقاها الله في قلوبنا، نقف وقفة عز وشموخ لرايته العظيمة، يُبنى الوطن بسواعد أبنائه وهمتهم، فهُم الذين يقودون تطوره ونهضته بين الأمم، فحب الوطن لا بالأقوال بل بالأفعال والوفاء والتضحية والالتزام
الوطن هويتنا وفخرنا وسبيلنا إلى النهضة، ويرتبط بالروح والوجدان، فلا شيء يساويه في الدنيا أبدًا، فما أحبك إلى قلبي يا وطني! وما أجمل جبالك وسهولك ووديانك التي لا مثيل لها في أيّ مكان! وما أروعك من ذخر لنا نُباهي فيه الأُمم والشعوب
الوطن أكبر من أن تحتويه الكلمات والحروف لا يمكن لكلمات محدودة أو حروف كثيرة أن تصفه أو تفي حقه الوطن هو الملاذ الآمن للقلب والنفس والروح، هو الأرض التي لا تخون، والتراب الذي يقبلنا أحياءً، ويضمنا أمواتاً
الإنسان بلا وطن، كجذع الشجرة المقطوع، الذي لا حياة فيه، وليس فيه روح، ودون وطن لا يوجد أمن ولا أمان، ولا استقرار، ولا حتى حياة، فمن كان دون وطن عاش غريباً، لا يفتح له أي باب، ولا تكفيه أشعة الشمس كلها لتزيل عتمة دربه، فليس من شعورٍ أسوأ من أن تكون غريباً، هائماً على وجهك، فارغاً من انتمائك لوطنك، كأنك وحيد يتيم، والإنسان الذي لا يملك وطنًا هو إنسان لا حقوق له،
ولأنّ الوطن يغرقتا بفضله وكرمه وعطائه، جعل الله تعالى حب الوطن عبادة، والدفاع عنه شرفاً، والموت لأجله استشهاداً، فمن ترك وطنه دون دفاعٍ، ومن تخلى عنه في محنته، يصبح منبوذاً حتى من أعدائه، فمن لم يكن خيره لوطنه، لن يكون لأحدٍ أبداً، ومن لم يدافع عن كرامة واستقلال وحرية وطنه، لن يجد قبراً يحتويه، ولا حياةً تناديه.
ومهما تغنى الشعراء والأدباء في حب الوطن لايكفى حق الوطن علينا، حيث تبارى كل منهم في اثبات حبه للوطن من خلال موهبته، فخرج العديد منهم بأسمى العبارات والكلمات والأبيات الشعرية الرائعة حبا في الوطن وتقديرا وعرفانا له.
فالوطن يحتاج منا الفعل قبل القول، يحتاج أن نحافظ عليه ونحرسه ونفديه بأرواحنا ، ونجود له بالدماء، فتراب الوطن المعجون بعرق أبنائه ودمائهم، يزهر للأجيال التي تأتي ورداً، وعزاً وفخراً، حتى الطيور والحيوانات لو هاجرت تحن لأوطانها، وتعود إليها ، لأن الوطن ليس له بديل أبداً، ومهما كانت بلاد الغربة سخاءً ورخاءً ، الروح تهوى عرينها الأول والأخير، وهو الوطن، ولا شيء يعادله.
من المهم جدا نشر العلم في الوطن ونشر الفكر و الثقافة، وتنمية العقول البشرية، وضرورة التخلص من العناصر الفاسدة التي تضر الوطن، وعدم نشر الفساد، وان يعرف كل فرد ما له من حقوق وما عليه من واجبات كما أن واجبنا نحو الوطن هو ضرورة السعى إلى تعميره، والسعي الى تنميته والاستفادة من قدراتنا التي استفدنا منها، من أجل خدمة الوطن واعماره والمساعدة في تربية أبنائه وتربية النشأ الجديد وتنمية القدرات البشرية.
فلنجعل حب الوطن نبراسًا لنا في حياتنا، ولنعمل جاهدين على رفعته وتقدمه، ولنكن دائمًا جنودًا مخلصين له
وطني وبلادي خير البلاد على الأرض، بلادي أبية عزيزة كريمة، بلادي الصبا والحياة والآمال.
حفظ الله بلادي العظيمة الجميلة أرض الخير والعزة والكرامة.
أسال الله أن يحفظ سائر أوطاننا آمنة مستقرة، ويمن علينا دائمًا بالأمن والأمان.