شعر و ادب

في غَزة العِزَّةُ  _ بقلم الشاعرة / سهام محجوبى

في غَزة العِزَّةُ  _ بقلم الشاعرة / سهام محجوبى

في المساء
تُضِيء غزة بالفسفور
ويكثُر صُياح انسان
ذَنْبُه الوحيد أنه وُلِد انسان
في المساء
تَرْتقي الأرواح
المُرْتجِفة إلى رَبِّها
وقد خَنقها الخُذلان
في المساء
يَحْتَضِنُ الأطفال
بَعضَهُم بعضًا في السماء
وهم شِبَاع
وفي الصباح يَبْكي الرِّجال
ويتوالى الانفجارُ
الذي يذيب النِسْيان

في غزة
يولد الأطفال شهداء
والأمهات يجيدون حفر القبور
وحديثٌ صاخبٌ
لِبَقايا بُنْيانٍ عَرَاء
وكُلُّ الشقاء

في غَزة العِزَّةُ
حيث استعرَّ الشَّرُّ الفرسان
وصاحَتِ الشَّاة
واشتعلَ اللُّصوصُ
وقصفوا كل الأنام
لكن هيهات هيهات
أن تموت الحياة

يا أهلَ العِزة
تكاد العروبة تَرتوي منكم
فالتاريخ لن ينسى أكفانَكم
ولن يمحي خَطَواتكم
على أرضِكم المَسلوبة
بل هو يَنْحَنِي لِتَكْبِيركم
ويَخجل من القُبَلِ
على جَبينِ الموتى

يا أبطال، يا أقوياء
يا من دفنتم أطفالكم الأشلاء
بعد أن كتبوا
على شَرايِينِهم الأسماء
يا أخيارَ هذا الكون
أنتم الشجاعة وحُرُوفها
والشهامة وبَرِيقُها
والحرية ودماؤها
وأنتم الشهادة
وعِطْرُها
وأنتم النصر المُرْتقب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى