
قبْضَةٌ بِيَدِ الغَمَام
الشاعر علي السيد
تَـــرْوي الحُرُوْفُ دَمَ القَصِيْـدِ وَتُغْـــدِقُ
وَيَفُوْحُ مِسـْكٌ فـي العُـــروْقِ و يــوْرِقُ
إنْـي غَرَسْتُ سُكُــوْنَ قَلْبِــــي بُرْعُمـــــاً
وَضَمَمْـــت ُرُوْحَـــكِ لَهْفَــــةً تَتَــــدفَّـقُ
يــــا أيُّهَـــا الليـــــلُ الشَغُوْفُ بـِأضْلُعِي
أَيَئـــــــنُّ قَلْبـِـيْ والنَسَـــــائِـــمُ تعْبَـــقُ
هِيَ قبْضَــــةٌ بِيَـــــدِ الغَمَـــامِ تَمرُّ بــي
فتْـــقٌ بِثــــوْبِ النـــورِ فَجْـــراً يُرْتَــقُ
والصُبْحُ يَزْفُـــــرُ في الظَلامِ بَريْقَــــهُ
ورَذَاذُ فيْضٍ مِــــنْ أريــــــجٍ يـشْهَـــقُ
بـــل حكْمَــــةٌ مثْـــلُ الَسَـرابِ تَبَدَّدتْ
وغـَدا علـى خَرَسِ الجَهـــولِ المَنْطـِقُ
يمْضي الفـــــــؤادُ مُسَافِرَاً بِعَبِيْرِهَــــا
ومُتيَّمـــــاً في اثرها إذ تُشْـــرِقُ
المــوتُ مـنْ سُم الأفَـــاعِـي يُحْتَسى
والــروحُ مِــنْ جَللِ الجُنُـــوْنِ تُمَـــزَّقُ
لَكَ يــــا عِرَاقُ مِــنَ العُرُوبَــــةِ وِقْفَـةٌ
تـــزْهــوْ علـى قِمَم الشُمُوْخِ وتَخْفِــقُُ
مَاذَا أَقُـولُ وقَدْ شَكَى جَمْرُ الجَــــوى
مَــــــا ذَاكَ إِلَّا بَعْضُ مَــــــــا يَتَحـَـرَّقُ
يقْتَاتُني فـي الجُـبِّ إحْسَاسُ النَــوى
وَلَذِيْـــذُ نَوْمـيَ فـي الغَيـــابَةِ يَـــأرَقُ