قراءة في الفلم الكوري ” الوحش”
السينارست محمد شامية
فلم يضع البراءة والنقاء والسذاجة والطيبة الخالصة في مواجهة الاستغلال والاذلال والقهر والتنكيل والتمثيل بلا رحمة .. تكمن حقارة الفلم في تاكيده على وجود الوحش في كل منا .. وان الظروف إما ستبقيه متواريا او ستطلق له العنان في اي وقت ويقدم العمل وجهة نظره على انه في كلتا الحالتين هنالك مشكلة ! .. فالوحش
المتواري بك دائم الالحاح للخروج وكل ما يحيط بك يستنهضه ويستفزه في آن بلا هوادة كما لو انك تعاقب على كبحه مع انك تعلم انها مسألة وقت وخاصة ان كنت من ابناء الطبقة الكادحة .. اما الوحش الذي تطلقه فمهما منحك من الشعور بالامان والهيمنة فهذا لا يغير حقيقة بانك بت مسخا .. مسخا يبحث عن العاطفة الحقيقية والتعاطف العفوي .. عن الترابط الاجتماعي والانتماء بعدما جعلك وحشك كيانا صلبا جافا منبوذا يبتسم الجميع في وجهك كي لا تجبرهم على النزف والبكاء .. يضع الفلم كلتا الحالتين في مواجهة مباشرة .. وحش يظهر اخيرا كي يوقف وحشا آخرا لا يتوقف عن سلبه كل ادوات وسبل كبحه .. لتستمر تلك الحلقة المفرغة ويصبح عنوان الواقع غالب ومغلوب .
